فقال الرئيس: «وهل تظن أن تلك التهمة صحيحة؟»
قال الرسول: «هل أقول كل ما سمعته؟»
فقال الرئيس: «نعم، قل.»
قال الرسول: «بلغني من أهل القصر الملكي أن لمحاكمة الميتروبوليت أوباس سببا سريا، لم يطلع عليه إلا قليلون.»
فقال الرئيس: «وما ذلك؟»
فقال الرسول: «بلغني أن الأمير ألفونس كان خاطبا فتاة من أهل القصر الملكي، وأن رودريك زاحمه عليها وأرادها لنفسه فوبخه أوباس على ذلك، فغضب عليه وأراد الانتقام منه.»
فقال الرئيس: «وماذا تم بألفونس وخطيبته؟»
قال: «أما ألفونس فقد أرسله الملك في مهمة حربية إلى بلد بعيد ليخلو له الجو بعده، فكان ذلك سببا لتدخل أوباس. أما الخطيبة فقد بلغني أنها فرت من طليطلة والناس يستغربون فرارها من القصر الذي كانت فيه والحراس من حوله. وأما الملك فقد اشتد غضبه على تلك الفتاة وعول على الانتقام منها حين يظفر بها.»
فقالت العجوز: «وكيف يظفر بها، وأين هي؟»
ولا نظن أن الراهب لم يلحظ من قرائن الأحوال أن تلك الفتاة هي الخطيبة التي فرت، ولكنه تجاهل الأمر مجاراة لما أراده الرئيس فقال: «أكد لي بعض العارفين أن الملك سد عليها الطرق وأقام الأرصاد وبث العيون في كل أنحاء المملكة، ولا يكاد يمر يوم من غير أن يحملوا إلى قصره فتاة أو فتيات ممن يعثرون عليهن في أثناء التفتيش، فإذا وقع بصره عليهن أطلق سراحهن لأنهن غير تلك الفتاة .»
Shafi da ba'a sani ba