195

فتح الرحمن في بيان هجر القرآن

فتح الرحمن في بيان هجر القرآن

Mai Buga Littafi

دار ابن خزيمة للنشر والتوزيع

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م

Inda aka buga

الرياض - المملكة العربية السعودية

Nau'ikan

ومما ورد عن الشافعي ﵀ قوله: شكوت إلى وكيع سوء حفظي ... فأرشدني إلى ترك المعاصي وأخبرني بأن العلم نور ... ونور الله لا يؤتاه عاص ومما سبق يتضح أن الذنوب والمعاصي من أعظم الأسباب التي تحول بين العبد وتدبر القرآن الكريم (١). ثانيًا: ترك الدعاء إن الدعاء سلاح المؤمن في جميع أموره، ولذلك فإن سير الأنبياء والصالحين مليئة بالأدعية الصالحة المستجابة، وكان السلف الصالح إذا استعصى عليهم فهم آية من كتاب الله وتدبرها، لجأوا إلى الله بالتضرع والدعاء مع تخير الأوقات المناسبة للإجابة، وسنذكر بعضًا من سيرهم في ذلك: يذكر الحافظ ابن كثير ﵀ في سياق هجرة عمر بن الخطاب مع عياش بن ربيعة وهشام بن العاص ﵃ (ولقد حبس الكفار هشامًا عن الهجرة، واستطاع أبوجهل أن يرد عياشًا إلى مكة بعد حيلة ماكرة وخطة غادرة ... وقد كان شائعًا بين المسلمين أن الله لا يقبل ممن افتتن توبة، وكانوا يقولون ذلك لأنفسهم حتى قدم رسول الله ﷺ المدينة، وأنزل الله ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ﴾ (٥٣ - ٥٥) سورة الزمر. قال عمر: وكتبتها وبعثت بها إلى

(١) انظر لمزيد من الفائدة كتاب الداء والدواء للإمام ابن القيم ﵀.

1 / 217