طريقهم وقع في مفاوز ومهالك، وأخذ بما لا يجوز الأخذُ به، وترك ما يجبُ العملُ به، وملاك الأمر كلِّه أن يقصد بذلك وجهَ الله والتقرُّبَ إليه، بمعرفة ما أنزل على رسوله، وسلوك طريقه والعمل بذلك ودعاء الخلق إليه، ومَن كان كذلك وفَّقه الله وسدَّده وألْهَمَه رشدَه وعلَّمه ما لَم يكن يعلم، وكان من العلماء الممدوحين في الكتاب في قوله تعالى: ﴿ِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ ومن الراسخين في العلم".
إلى أن قال: "وفي الجملة فمَن امتثل ما أمر به النبي ﷺ في هذا الحديث، وانتهى عمَّا نهى عنه، وكان مشتغلًا بذلك عن غيره، حصل له النجاةُ في الدنيا والآخرة، ومَن خالف ذلك، واشتغل بخواطره وما يستحسنه، وقع فيما حذَّر منه النبي ﷺ من حال أهل الكتاب الذين هلكوا بكثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم، وعدم انقيادهم وطاعتهم لرسلهم".
٨ مِمَّا يُستفاد من الحديث:
١ وجوب ترك كلِّ ما حرَّمه الله ورسول الله ﷺ.
٢ وجوب الإتيان بكلِّ ما أوجبه الله ورسوله ﷺ.
٣ التحذير من الوقوع فيما وقع فيه أهل الكتاب مِمَّا كان سببًا في هلاكهم.
٤ أنَّه لا يجب على الإنسان أكثر مِمَّا يستطيع.
٥ أنَّ مَن عجز عن بعض المأمور كفاه أن يأتي بما قدر عليه منه.
٦ الاقتصار في المسائل على ما يُحتاج إليه، وترك التنطُّع والتكلُّف في المسائل.