عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ﴾ "واعلم أنَّ تاركَ السيِّئة الذي لا يعملها على ثلاثة أقسام: تارة يتركها لله، فهذا تُكتب له حسنة على كفِّه عنها لله تعالى، وهذا عمل ونيَّة، ولهذا جاء أنَّه يُكتب له حسنة، كما جاء في بعض ألفاظ الصحيح: "فإنَّه تركها من جرائي"، أي: من أجلي، وتارة يتركها نسيانًا وذهولًا عنها، فهذا لا له ولا عليه؛ لأنَّه لم يَنْوِ خيرًا ولا فَعَلَ شرًّا، وتارة يتركها عَجزًا وكسلًا عنها بعد السعي في أسبابها والتلبُّس بما يقرب منها، فهذا بمنزلة فاعلها، كما جاء في الحديث الصحيح عن النَّبيِّ ﷺ أنَّه قال: "إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار، قالوا: يا رسول الله! هذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: إنَّه كان حريصًا على قتل صاحبه".
٤ مِمَّا يُستفاد من الحديث:
١ إثبات كتابة الحسنات والسيِّئات.
٢ أنَّ من فضل الله ﷿ مضاعفة ثواب الحسنات.
٣ من عدل الله ﷿ ألاَّ يُزاد في السيِّئات.
٤ أنَّ الله يُثيب على الهمِّ بالحسنة إذا لم يعملها بكتابتها حسنة كاملة.
٥ أنَّ مَن همَّ بسيِّئة وتركها من أجل الله يكتب له بتركها حسنة كاملة.
٦ الترغيب في فعل الحسنات والترهيب من فعل السيِّئات.