Fath Al-Mannan - The Biography of the Commander of the Faithful Muawiyah bin Abi Sufyan
فتح المنان بسيرة أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان
Nau'ikan
والله لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعلمنا أنا على الحق وأنهم على الباطل، وجعل يقول: الموت تحت الأسل، والجنة تحت البارقة» (^١).
يقول النوويُّ: «وكانت الصحابة يوم صفِّين يتبعونه -أيْ: عمَّار- حيث توجَّه؛ لعلمهم بأنه مع الفئة العادلة لهذا الحديث» (^٢).
ولذلك ندم ابن عمر -لاحقًا- على عدم القتال مع عليٍّ، لأجل هذا الحديث.
_________
(^١) إسناده ضعيف، ولبعضه شواهد: أخرجه الطبري في تاريخه (٥/ ٣٨ - ٣٩)، وفي سنده مسلم بن كيسان الأعور، ضعيف، كما في التقريب (٦٦٤١).
فحديث: "ويح عمار، تقتله الفئة الباغية" أخرجه البخاري (٤٤٧)، ومسلم (٢٩١٥) من حديث أبي سعيد الخدري.
وقول عمار: "ائتوني بآخر رزق لي من الدنيا"، له شاهد عند الحاكم (٥٦٦٩) من حديث أبي البختري: "أن عمار بن ياسر، أتي بشربة من لبن، فضحك فقيل له: ما يضحكك، فقال: إن رسول الله ﷺ قال: آخر شراب أشربه حين أموت هذا". إلا أن أبا البختري لم يدرك عمارا. انظر: جامع التحصيل (ص: ١٨٣).
والفقرة الأخيرة يشهد لها ما أخرجه أحمد (١٨٨٨٤)، وابن حبان (٧٠٨٠) -بسند صحيح- عن عبدالله بن سلمة قال: "رأيت عمارا يوم صفِّين، شيخا كبيرا، آدم طوالا، آخذا الحربة بيده ويده ترعد، فقال: والذي نفسي بيده لقد قاتلت بهذه الراية مع رسول الله ﷺ ثلاث مرات، وهذه الرابعة، والذي نفسي بيده، لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر، لعرفت أن مصلحينا على الحق، وأنهم على الضلالة".
(^٢) تهذيب الأسماء واللغات (٢/ ٣٨).
1 / 96