Fath Al-Mannan - The Biography of the Commander of the Faithful Muawiyah bin Abi Sufyan
فتح المنان بسيرة أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان
Nau'ikan
فرجع صعصعة إلينا فحدثنا عمَّا قال لمعاوية، وما كان منه وما رد، فقلنا: فما ردَّ عليك؟ فقال: لما أردت الانصراف من عنده قلتُ: ما تردُّ علي؟ قال معاويه: سيأتيكم رأيي، فوالله ما راعنا إلا تسريته الخيل إلى أبي الأعور ليكفَّهم عن الماء، قال: فأبرزنا علي إليهم، فارتمينا ثم أَطْعَنَّا، ثم اضطربنا بالسيوف، فنُصرنا عليهم، فصار الماء في أيدينا، فقلنا لا والله لا نسقيهموه، فأرسل إلينا عليٌّ: أن خذوا من الماء حاجتكم، وارجعوا إلى عسكركم، وخلوا عنهم، فإن الله ﷿ قد نصركم عليهم بظلمهم وبغيهم» (^١).
وأصحُّ من هذه الرواية السابقة ما ذكره حُجْر بن عنبس، حيث قال: «قيل لعليٍّ يوم صفِّين: قد حِيل بيننا وبين الماء، قال: فقال: أرسلوا إلى الأشعث، قال: فجاء، فقال: ائتوني بدرع ابن سهر -رجل من بني براء- فصبها عليه، ثم أتاهم فقاتلهم حتى أزالهم عن الماء» (^٢).
وقد وردت روايةٌ تردُّ القتال على الماء من الأصل:
_________
(^١) إسناده ضعيف جدا: أخرجه الطبري في تاريخه (٤/ ٥٧١ - ٥٧٢) من رواية أبي مخنف، وقد تقدم الكلام عنه، وقد أشار د. اليحيى في نقده لمرويات أبي مخنف (ص: ٢٩٥) إلى نكارة في المتن تُضعَّف بها القصة، وهي: أن الوليد بن عقبة مات في الرقة معتزلا الفتنة، وكان ابن أبي السرح ممن اعتزلها أيضا.
(^٢) إسناده حسن: أخرجه ابن أبي شيبة (٣٧٨٥٥)، وخليفة بن خياط في تاريخه (ص: ١٩٣)، وفي إسناده موسى بن قيس، صدوق، كما في التقريب (٧٠٠٣).
1 / 91