296

Fatawa Nur Akan Hanya

فتاوى نور على الدرب

Nau'ikan

Fatawowi
وقال ﵊: «أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون» (١) وقال ﵊: «كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفس يعذب بها في نار جهنم» (٢) .
وقال أيضا ﵊: «من صور صورة في الدنيا كلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ» (٣) فهذا كله يدل على تحريم تصوير ذوات الأرواح من الدواب والطيور وبني الإنسان، وكل ذلك ممنوع لعموم هذه الأحاديث إلا للضرورة، فقد قال ﷿: ﴿وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ﴾ (٤) [الأنعام: ١١٩] .
فإذا كان للضرورة التي لا بد منها فلا حرج في ذلك، مثل تصوير من يعطى حفيظة نفوس حتى يتميز هل هو من هذه الدولة أو من هذه الدولة، وحتى لا يشتبه بغيره، وحتى لا يستعمل الرعوية لمن ليس من أهلها، فإذا وجدت الصورة لم يستطع غير صاحبها أن ينسبها إلى نفسه، وهكذا عند الضرورات الأخرى، مثل أصحاب الجرائم المعروفين إذا صورهم ولاة الأمور، ونشروا صورهم بين الحراس في أطراف البلاد حتى يعرفوهم ويمسكوهم، أو ما أشبه ذلك مما تدعو إليه الضرورة، فلا حرج في ذلك.
وما سوى ذلك فالواجب عدم التصوير وطمس الصور، وقد ثبت في الصحيح عن علي ﵁ أمير المؤمنين أن النبي ﷺ قال له:

(١) صحيح البخاري اللباس (٥٦١٠)،صحيح مسلم اللباس والزينة (٢١٠٧)،سنن النسائي الزينة (٥٣٥٦) .
(٢) صحيح مسلم اللباس والزينة (٢١١٠) .
(٣) صحيح البخاري اللباس (٥٦١٨)،صحيح مسلم اللباس والزينة (٢١١٠)،سنن النسائي الزينة (٥٣٥٨)،سنن أبو داود الأدب (٥٠٢٤) .
(٤) سورة الأنعام الآية ١١٩

1 / 306