225

Yarinya Ghassan

فتاة غسان

Nau'ikan

فهب سلمان للحال وقال لحماد: «إلا يأذن لي مولاي بالمسير إلى الحيرة إني لا يهدأ لي بال إن لم أبل يدي بدم الفرس فلعلي أن أشهد بعض المواقع أو أخدم المسلمين خدمة تساعدهم في إنقاذنا من أولئك القوم المجوس».

فقال حماد: «إني أولى منك بذلك ولقد كنت عازما على التماسه لو لم تلتمسه أنت».

قال سلمان: «أما أنت فقد طال غيابك عن أمير غسان وأميرته فسر إليهما وعساي أن أعود إليكم قريبا بخبر النصر».

فانتبه حماد لأمره مع هند فاغتنم وجوده عند الراهب فرصة لاستفتائه بأمر الاقتران بعد حكاية الوصية ولكنه استحى فخاطب عبد الله على انفراد قائلا: «أتظن أنه يجوز لنا المخاطبة بأمر الزيجة أم نحن لا نزال مقيدين بالوصية».

قال عبد الله: «دعني أسأل الراهب ويأخذ رأيه فما يشير به نفعله». وتحول نحو الراهب فسأله، فقال الراهب: «يظهر من خطاب الناسك لكم أنه يحلكم من ذلك القيد وفي العدول عن الانتقام فضيلة مسيحية كما تعلمون لأن ديانتنا توصينا بمحبة عدونا ومباركة لاعنينا وتحظر علينا الانتقام».

فسر حماد لهذه الفتوى وسكت حتى إذا خرجوا من عند الراهب انفرد بعبد الله وقال له: «إلا ترى أن نذهب غدا إلى البلقاء نقابل جبلة وأنت معي فقد فرغنا من حكاية النذر وآن لكما الاجتماع وخصوصا بعد أن ظهر ما ظهر من رفيع نسبنا».

فقال عبد الله: «أرى يا مولاي أن تبقي أمر نسبك مكتوما كما كان لنرى ماذا يجد من حوادث الزمان».

فأجفل حماد وقال: «ولماذا نكتمه وهو شرف يتسابق إليه الناس وخصوصا أنهم اعترضوا على زواجي بهند لغموض نسبي فهل أبقيه غامضا».

ففكر عبد الله هنيهة ثم قال: «وأرى مع ذلك أن لا تذكره وعلى كل حال فالأمر راجع إليك».

فسكت حماد وكانا قد وصلا باب الغرفة وسلمان يتبعهما وقد أدرك أنهما يتكلمان بشأن هند فتقهقر قليلا فلما وصلا الغرفة التفت حماد ونادى سلمان فأسرع وهو يقول أتقدم إليك يا مولاي أن تأذن لي بالذهاب إلى الحيرة غدا صباحا وإن يكن يعز علي أن لا أشهد الاحتفال باقترانك ولكنني لا ألبث أن أعود إليكم بما يسركم إن شاء الله وأرجو أن تذكروني في حفلة الزواج وأنا أذكركم في ساحة الحرب.

Shafi da ba'a sani ba