قال: «لم يمض العام قبل أن أزوره مرارا فأركب ناقتي من المدينة حتى آتي البلقاء فادخل على جبلة بن الايهم أو الحارث بن أبي شمر الغساني ثم أقصد العراق فأدخل مجلس النعمان بن المنذر فيخلع علي الخلع ويأمر لي بالعطايا وهكذا كان يفعل الغسانيون أيضا ثم كان ما كان من أمر قتله فانقطعت عن العراق إلى البلقاء حتى ظهر الإسلام وأسلم أهل المدينة فكنت في جملة من تشرف بالإسلام ولازمت رسول الله
صلى الله عليه وسلم
أسير معه أو الحق به حيثما أقام. وقد عاد الآن بجيشه إلى المدينة ولا ألبث أن أتبعه عاجلا».
فقال سلمان: «ذكرت يا مولاي أن القرطين بيعا للملك النعمان فماذا تم لهما بعد موته».
قال: «لا أدري وربما كانا في جملة ما استولى عليه قاتلوه من التحف فإذا صح هذا الظن كان القرطان في خزينة ملوك الحيرة الآن».
وكان حسان يخاطب سلمان وعيناه لم تتحولا عن وجه حماد وهو يتفرسه ويلاحظ حركاته كأنه يعرف له شبها وحماد غافل عن ذلك بما كان غارقا فيه من الهواجس بعد أن سمع ما سمعه من أمر القرطين وصعوبة الحصول عليهما بعد وصولهما إلى خزينة ملوك الحيرة ولكنه عول على البحث عنهما ما استطاع إلى البحث سبيلا.
وبعد قليل هم حماد بالخروج فسأله حسان: «أين تقصدون؟»
قال سلمان : «إننا نقصد منزلنا لنتهيأ للخروج في الغد».
قال: «هل تريدون الذهاب إلى المدينة؟»
قال: «ربما مررنا بها في طريقنا إلى البلقاء».
Shafi da ba'a sani ba