فلم يدرك سلمان كنه كلامه فقال: «وماذا تعنى بمسيركم إلى مكة.»
قال: «أعني أن نبينا (
صلى الله عليه وسلم ) سيحمل على مكة برجاله فيفتحها ويكسر أصنامها فتصير في حيازتنا فإذا دخلتموها كنتم آمنين.»
فقال: «وهل أنت موقن بهذا الخبر وهل المسير إليها قريب.»
قال: «أني واثق بصدق الرواية ولكنني لم أتحقق الزمن الذي ينوي فيه المسير وعلى كل فإننا متى وصلنا المدينة علمنا حقيقة الحال فهلم إلى الاستعداد.»
ثم تركهما وذهب فنظر سلمان إلى حماد وقال له: «لم يسرني الخبر كثيرا لأن وصولنا إلى الكعبة وبحثنا فيها عن القرطين قد يكون أسهل علينا قبل ذلك الفتح منه بعده.»
فقال حماد: «لا أرى رأيك في ذلك إذ ربما كان لنا بعد الفتح سبيل أسهل وطريق أقرب وسنرى ما يأتي به الغد فعليك الآن بإعداد حاجيات السفر من الجمال والمياه والزاد ونحوها.»
فقال سلمان: «أرى أن نركب خيلنا ونأخذ جملين لحمل الماء والزاد على أن يكونا ذخرا لنا في حال الإضطرار إلى الركوب لأن الجمال أصبر على العطش من الخيل.» قال ذلك وأخذ في الاستعداد.
وفى صباح اليوم التالي استحضروا جملين وخادمين وحملوا أحمالهم مما خف وغلا وتركوا ما بقي من الثياب وغيرها عند الشيخ النبطي وساروا يطلبون الحجاز.
ولما تبطنوا الصحراء وبعدوا عن البلقاء أحس حماد بالوحشة وتمثل له خطر المسير وتحقق كلام سلمان ولكنه تجلد وألقى اتكاله على الله.
Shafi da ba'a sani ba