وكان الخاناتي قد علم من لهجة سلمان انه عراقي فقال: «كثيرا ما يأتينا تجار من العراق أيضا ولكن قدومهم يكون غالبا في أزمنة المواسم والأعياد عندما يكثر الواردون إلى القبر المقدس لان الناس يحجون إلى أورشليم من جميع أقطار العالم فيأتي الباعة والتجار من سائر البلدان أيضا لعرض سلعهم وبضائعهم وأهل العراق يحملون إلينا مصنوعات الفرس كالسجاد ونحوه وشيئا من محصولات العراق كالتمر وغيره.»
فقال: «هل جاءكم أحد منهم في هذه الأثناء.»
قال: «رأيت كثيرين ولكن لم ينزل منهم احد عندي إلا أميرا جاءنا يوم سفر أبي سفيان وسار معه.»
فتوسم سلمان من ذلك خيرا فقال: «وهل عرفت اسم ذلك الأمير.»
قال: «أظنني سمعتهم ينادونه عبد الله.»
فتحقق سلمان انه سيده بعينه فقال: «هل تعرف شيئا عن هذا الأمير بعد سفره.»
فأطرق الخاناتى هنيهة ثم قال: «لقد أذكرتني من شأن هذا الأمير ما يتفطر له القلب.»
فاقشعر بدن سلمان عند سماعه ذلك حتى ظهر الارتباك على وجهه وتطاول بعنقه نحو الخاناتى وقال: «لقد شغلت بالي يا أخا العرب بما أشرت إليه فهل أصيب الأمير عبد الله بسوء.»
قال: «كلا لم اسمع عنه شيئا من هذا القبيل ولكنني علمت انه أصيب بفقد ولد له أكلته السباع في مسبعة الزرقاء.»
فعجب سلمان وإلتفت إلى الخاناتى باهتمام وقال: «اعترف لك يا سيدى أن أمر هذا الأمير يهمني كثيرا لأنه سيدي وأنا إنما جئت للتفتيش عنه فهل تتفضل بتفصيل حكايته وما تم له ومن أنبأه بمقتل ابنه.»
Shafi da ba'a sani ba