أسيرك سرك إن صنته ... وأنت أسير له إن ظهر> قال أبو عبيد: وقال رجل من سلف العلماء: كان يقال " أملك الناس لنفسه من كتم سره من صديقه وخليله ". قال أبو عبيد: أحسب ذلك للنظر في العاقبة لئلا يتغير الذي بينهما يومًا ما فيفشي سره.
(١):
أحذر عدوك مرة ... وأحذر صديقك ألف مره
فلربما انقلب الصدي ... ق فكان أخبر بالمضره قال أبو عبيد: ومن أمثالهم " سرك من دمك " يقول: ربما أفشيته فيكون سبب حتفك.>
ع: هذا الذي هو عند أبي عبيد حسبان هو يقين، وهو الذي عنى هذا الرجل المذكور، وقد نظمه الشاعر وبينه فقال (٢):
إحذر مودة ماذق ... شاب المرارة بالحوه
يحصي العيوب عليك أي ... أم الصداقة للعداوه وقال آخر (٣):
(١) البيتان في كتاب الآداب: ٩٠ وقد نسبا للقاضي ابن معروف وانظرهما في شرح النهج ٤: ٣٣٨ والشهاب الثاقب: ٤٤ وهما في هامش ف أيضًا.
(٢) أوردها ابن قتيبة في عيون الأخبار ٣: ١٠٧ وهما في الصداقة والصديق: ٤١، وفي هامش ف.
(٣) أنظرهما في الصداقة والصديق: ١٤٣.