301

Fasl Maqal

فصل المقال في شرح كتاب الأمثال

Editsa

إحسان عباس

Mai Buga Littafi

مؤسسة الرسالة

Bugun

الأولى

Shekarar Bugawa

١٩٧١ م

Inda aka buga

بيروت -لبنان

١١٠ -؟ باب صيانة الحر نفسه عن خسيس المكاسب
قال أبو عبيد: من أمثال أكثم بن صيفي " تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها ". قال: وهذا مثل قديم. ولكن العامة ابتذلته وحولته فقالت: لا تأكل ثدييها. قال بعض العلماء: ليس هذا بشيء، وإنما هو بثدييها، ومعناه عندهم الرضاع، يقول: لا تكون ظئرًا لقوم على جعل تأخذه منهم. ثم قال: وذكر بعض أهل العلم أن المثل للحارث بن السليل الأسدي، قاله لامرأته ريا (١) بنت علقمة الطائي وذكر خبره.
ع: ذكر أبو محمد ابن قتيبة هذا المثل في شرح حديث النبي ﷺ أن الحجاج (٢) سأله: ما يذهب عني مذمة الرضاع. قال: غرة: عبد أو أمة. قال: يعني ذمام المرضعة برضاعها، وكانوا يستحبون أن يرضخوا للظئر شيئًا عند فصال الصبي سوى الأجر. وأما العرب فكانوا يعدون أخذ الأجر على الرضاع سبة، ولذلك قيل: تجوع الحرة ولا تأكل ثدييها. وقال العلماء: بثدييها، والقولان صحيحان، لأنها إذا أكلت ثمن لبنها فكأنها قد أكلت ثدييها، كما قال الراجز (٣):
إن لنا أحمرة عجافا ... يأكلن كل ليلةٍ إكافا أي نبيع كل يوم إكافًا من آكفتها ونعلفها ثمنه، وكذلك قول الآخر في وصف إبل (٤):
نطعمها إذا شتت أولادها ...

(١) الميداني ١: ٨١، الزباء بنت علقمة، وكذلك هو في نسخة الخشني من اصل أبي عبيد.
(٢) يريد الحجاج بن علاط السلمي، أسلم يوم خيبر.
(٣) انظر الرجز في اللسان: (أكف) .
(٤) اللسان: (أكف) .

1 / 289