Babi a Kan Tarihin Juyin Juya Hali na Urabiyya
فصل في تاريخ الثورة العرابية
Nau'ikan
وفي 5 أغسطس هجم الإنجليز قبل أن تأتي حملتهم، على كفر الدوار، فزحفوا من الرمل في نحو ألفي مقاتل، حتى صاروا على مقربة من الخطوط المصرية فحمل المصريون عليهم حملة قوية، اضطرتهم إلى التقهقر بعد ثلاث ساعات فعادوا إلى الإسكندرية.
وجدد الإنجليز هجومهم في اليوم التالي، واستمرت المعركة بينهم وبين المصريين ست ساعات، ثم اختلط الجيشان وتقاتلا بالسلاح الأبيض، وارتد الإنجليز مهزومين إلى الإسكندرية، وتبعهم المصريون حتى حجبهم الظلام عنهم.
وزخرت كفر الدوار بالوفود من المصريين يشدون أزر عرابي ويقدمون له تبرعاتهم، أما توفيق فقد أصدر بلاغا عقب المعركتين يحذر فيه المصريين من مشايعة عرابي، ورماه فيه بالثورة والعصيان، وتوعد كل من يشايعه بعقاب شديد.
وفي 13 أغسطس وصل إلى الإسكندرية سير جارنت ولسلي قائد الحملة الإنجليزية، وبدأت إنجلترة تحقق حلمها الذي أخذ يساورها منذ رحل نابليون عن مصر، وكان عدد الحملة الإنجليزية نحو أربعين ألفا من الفرسان والمشاة والمدفعية، وذلك عدا تسعة آلاف من الهنود جاءوا عن طريق السويس.
وفي 19 أغسطس أذاع ولسلي بلاغا جاء فيه أنه «بأمر الحضرة الخديوية يعلن الجنرال قائد الجيوش الإنجليزية، بأن مقاصد الدولة البريطانية ليست إلا لتأييد سلطة الخديو؛ ولردع العصاة والقضاء على الفتن، ولا مقصد لإنجلترة في غزو أو فتح».
وهجم الإنجليز في نفس اليوم على كفر الدوار، وزحفوا هذه المرة بقوات كبيرة نقلتها القطارات المسلحة من جهة القباري، وأعانتها قوات أخرى من جهة الرمل، والتحم الجيشان ودارت معركة كبيرة، كاد يظهر فيها المصريون على الإنجليز، وارتد الإنجليز إلى الإسكندرية وكانت خسائرهم كثيرة.
ثم أعاد الإنجليز الكرة أياما ثلاثة متوالية، كانت تنشب فيها المعارك حامية بينهم وبين المصريين، والمصريون يردونهم كل يوم إلى الإسكندرية بعد دفاع قوي مجيد.
وهكذا كانت وقائع كفر الدوار أو الميدان الغربي سجلا مجيدا لحرب الثورة، وحسب المصريين فخرا هذا الثبات الذي لم يكن يتوقعه الإنجليز من هؤلاء الذين سموهم العصاة.
ورد توفيق على هذه الجهود الوطنية ببلاغ جعل عنوانه: «إلى جميع أهالي وسكان القطر المصري»، وقد جاء فيه: «ليس خافيا ما أقدم عليه أحمد عرابي وشيعته الضالة من الأفعال المغايرة، والتشبثات الفوضوية التي أخلت بنظام القطر وأضعفت الثقة به، ... ولما كانت الدولة البريطانية الإنجليزية لها فيه المنافع الكبرى، ولا سيما بالنظر إلى ترعة السويس التي هي طريقها الوحيد للخطة الهندية المهمة؛ فقد أخذت على عهدتها وتحت إمرتها التداخل الفعلي لقمع هؤلاء المفسدين ومحو آثار الفتن ... وبما أن العساكر الإنجليزية يعدون في هذه الحالة نائبين عنا في قطع دابر المفسدين وتطهير البلاد منهم؛ ومن كانت هذه صفتهم فإنهم جديرون بالمعاونة والمساعدة».
وأصدر توفيق كذلك منشورا إلى ضباط الجيش وعساكره، يدعوهم فيه إلى طاعة ولسلي وأوامره كما لو كانت صادرة منه «فمن يخضع له، فكأنه خضع لنا شخصيا ومن خالفه كان عاصيا لنا ويعامل معاملة العصاة».
Shafi da ba'a sani ba