222

Fasl al-Khitab fi al-Zuhd wa al-Raqa'iq wa al-Adab

فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب

Nau'ikan

(حديث أبي موسى الأشعري الثابت الثابت في الصحيحين) أن النبي ﷺ قال: (على كلِ مسلمٍ صدقة فقالوا: يا نبي الله، فمن لم يجد؟ قال: يعمل بيده، فينفع نفسه ويتصدَّق قالوا: فإن لم يجد؟ قال: يعين ذا الحاجة الملهوف قالوا: فإن لم يجد؟ قال: فليعملْ بالمعروف، وليمسك عن الشر، فإنها له صدقة.
حديث أبي هريرة ﵁ الثابت في الصحيحين) أن النبي ﷺ قال: كلُ ُسلامى من الناس عليه صدقة، كل يومٍ تطلع فيه الشمس، َيعِدلُ بين الاثنين صدقة، ويعين الرجلُ على دابته فيحمل عليها، أو يرفع عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وكلُ خطوةٍ يخطوها إلى الصلاة صدقة، ويميطُ الأذى عن الطريق صدقة)
ومعنى الحديث:
أن على كلِ إنسان أن يتصدق كل يومٍ على سبيل الإستحباب بعدد مفاصله وهي (٣٦٠) مفصل شكرًا لله تعالى أن جعل له مفاصل تمكن العظام من الثني.
دعاء النبي ﷺ لصاحب الصدقة:
(حديث عبد الله بن أبي الأوفى الثابت في الصحيحين) قال: كان النبي ﷺ إذا أتاه قومٌ بصدقتهم قال: اللهم صلِّ على آل فلان فأتاه أبي بصدقته فقال: اللهم صلِّ على آل أبي أوفى)
أن المُكْثِر من الصدقة يُغْبَطُ في جنب الله تعالى:
(حديث ابن مسعود في الصحيحين) أن النبي ﷺ قال: لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويُعَلِمُها ... .
(٨) ترك مجالس أهل الدنيا والاشتغال بمجالس الآخرة:
[*] أولًا ترك مجالس أهل الدنيا:
يجب على كل مسلم أن يحذر من مجالس أهل الدنيا لأنها لا تخلوا غالبًا من غيبة أو نميمة أو كثرة الضحك أومزاح بالباطل ليضحك به القوم، وكل هذا مما نهى الشرع عنه.
والغيبة من آفات اللسان التي يجب على طالب العلم أن يحفظ لسانه منها، وجاء في الكتاب والسنة الصحيحة النكيرُ الشديد والنهي الأكيد عن ارتكاب هذه الرذيلة
قال تعالى: (وَلاَ يَغْتَب بّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتّقُواْ اللّهَ إِنّ اللّهَ تَوّابٌ رّحِيمٌ) [الحجرات / ١٢]
الشاهد من الآية: أن الله تعالى نهى عن الغيبة، والأصل في الأمر التحريم، وشبه المغتاب بأكل الميتة،
تعريف الغيبة: الغيبة هي ذكرك أخاك بما يكره بنص السنة الصحيحة

1 / 221