أم يوسف فحنت رأسها ضاربة صدرها بذقنها. أبصرت في نومها أن زوجها يعود إلى حنوش، وهي وولداه يوسف ويوسفية يسيرون وراءه في طريق قلق المجاز. طريق كأنها فوق «شير العاصي»
23
ولكنها ليست هي، وإذا بها تهوي من ذلك العلو الشاهق، فتتذكر مصرع سليمان كنعان، والعهد به قريب.
واستيقظت مذعورة فإذا بامرأة نصف
24
جالسة حدها، تهزها لتوقظها، وتقول لها: تصبري واعتبري يا مرينة، الله يطول لنا الحبل، ولكنه أخيرا يضرب بقساوة. من قال لك يا أختي إن الله راعي بقر؟ لا تصدقي. ربنا يحاسب على كل شيء. متى صلى زوجت ومتى صام؟ قولي لي متى انقطع يوما واحدا عن الزفر في الصوم كله؟ لا فرق عنده بين الجمعة والخميس. أحلف وضميري مرتاح - ومدت صوتها بالألف مدا طويلا - أني ما نظرتك عيني راكعا يا قرياقوس، يقعد في الكنيسة مثلما يقعد في «الصيران».
25
هل بشر
26
مرة في حياته؟ يدق جرس الكنيسة، وكأنه جرس المعزى، لا يحس قرياقوس ولا يطس! كل الناس تكشف رأسها وتركع وتبشر في الحقول، وابن عمك يتمالغ
Shafi da ba'a sani ba