واستدعى الآغا شيخ الصلح والولي الجديد فسلمهما البيت، وذهب الخوري مسرح شريدا طريدا كاليهودي التائه.
أما عقارات الوقف كلها فأجرها الولي الجديد، الخوري لويس إبراهيم، إلى اثنين من أهالي عين كفاع هما: يعقوب أرسانيوس، وطنوس فارس عبد الله. ثم تفرغ أحد الاثنين إلى الآخر، فأصبح طنوس فارس عبد الله - سيد حارة خوري مسرح - نصير قرياقوس على طنوس فارس.
وكانت الوقفية سبب شقاء هذا الأخير، فمات قطيعه المائة رأس عن آخره، ولم يبق منه رأس واحد ، ثم دعي هو إلى المجلس العرفي ظلما وبهتانا؛ حيث سجن مع بعض أولاده.
ولم يطل الحين على دخول تركيا الحرب إلى جانب ألمانيا في حرب سنة 14، حتى عزل أوهانس باشا آخر حاكم دستوري على لبنان، ودخل العسكر التركي الجبل، وقضي على استقلال لبنان الصغير.
وطارت البشائر إلى إسطنبول بأن جيش جمال باشا، قائد الأوردي
3
الرابع، قد دخل لبنان بلا مقاومة، في حين أنه لم يكن للبنان جيش، ليقاوم ... وما كان لبنان يوما إلا قوة معنوية يدعمها الحق والدول الكبرى السبع.
أما ما حصل بعد هذا الفتح العظيم - فتح لبنان - فأخذ البطرك الحويك من مقره في الديمان كالأسير؛ ليقابل جمال باشا في صوفر. وفي آخر ساعة عدل جمال عن تسييره مع قافلة الشهداء، واكتفى بنفيه المعنوي إلى قرنة شهوان. وأعطى جمال البطرك، غصبا عنه، فرمانا سلطانيا كان قد امتنع عن أخذه جميع بطاركة الموارنة منذ وجد الحكم العثماني.
وعندما حاول موارنة الشمال أن يحولوا دون ذهاب غبطته إلى صوفر قال لهم البطرك: كل مكان يأخذوني إليه فيه الله.
أكبر الموارنة خرق امتيازهم المدني، وأكبروا أكثر خرق امتيازاتهم الطائفية؛ لأنهم كانوا دولة في قلب الدولة. فماذا يعملون وقد جاء من الطبل ما أسكت الزمر! فالحصار البحري مضروب عليهم، والحصار البري يحول دون وصول القوت إليهم؛ فمات نصفهم جوعا.
Shafi da ba'a sani ba