194

21

وأراد أن يتكلم، فنهاه الخوري، وقال له: محضوره.

وانتهى القداس والزياح ولم يحصل لا شجار ولا نقار على دق الجرس، كما يحدث غالبا في نهاية القداس والزياح وعقب كل اجتماع عند الكنيسة.

ومشت الأمور على هينتها أسابيع، ولكنها لم تستمر لأن القرية لا تهدأ كل الهدوء، فشرارتها لا تنطفي، بل تظل نارها متقدة تحت الرماد.

الفصل الخامس عشر

النهاية السوداء

وتحير خوري مسرح أين يقدس، بعدما خرج من كنيسة عين كفاع مغاضبا، فلم يجد أنسب من القبو القائمة عليه حارته الجديدة، فسعى لدى مطرانه كي يحصل على الإذن بالقداس في بيته. ضن الخوري على سيده يسوع المسيح بغرفة من تلك الحارة، فأنزله في القبو الذي كان زريبة لسعدى وسلالتها؛ فصح في السيد ما قاله في إنجيله عن نفسه: ليس لابن الإنسان مكان يسند إليه رأسه. وأعاد التاريخ نفسه؛ لأنه ولد في مكان مثله.

وتشكى أهالي عين كفاع متألمين من هذا الاحتقار، الذي ألحقه خوري مسرح بسر الفداء،

1

وفيما هم يتباحثون إذا كان القداس في هذا المراح مقبولا، قال كاهن عتيق: لا تشغلوا فكركم يا أولادي، لو قدس الخوري مسرح في كنيسة مار بطرس برومية، يظل قداسه غير مقبول؛ لأن قلبه غير نقي، والضيعة لا ترتاح إلا إذا أخرجناه منها.

Shafi da ba'a sani ba