36
كان الخامس والعشرون من أيار موعد استنطاق قرياقوس.
على باب غرفة المستنطق، يقف الأونباشي فارس آغا خفيرا، ثم يتمشى في صحن السراي يزهى
37
ويصيح كالديك على مزبلته؛ يأمر هذا، وينهى ذاك، وينفخ بسبب وبلا سبب، وتدور على لسانه كلمة «أمر سعادته» بداع وبلا داع.
وجاءت نوبة
38
دعوى عين كفاع، فصرخ الآغا: فاكيه طنوس فارس، فدخلت واستجوبت. ثم نادى على الشهود واحدا واحدا، وأخيرا صرخ بصوت عنيف كأنه ضربات طبل متقطعة: قرياقوس ضاهر حنا عين كفاع. فرج السراي، وتقدم قرياقوس، فأخذه الآغا بطوقه ورده أعنف رد قائلا: وحش، هات العصا، كأنه داخل على قبو بقر، تهيب، أنت أمام ابن حكومة!
فتأمله قرياقوس طويلا، ولم يقل كلمة، ثم سلم عصاه إلى ابن أخيه، ودخل على المستنطق.
رأى كل منهما عجبا، رأى المستنطق في قرياقوس رجلا طويلا عريضا خشن السمت، ورأى قرياقوس في المستنطق رجلا دميما، فقال في نفسه: هذا مستنطق؟ إذا نفخته يطير، الفرق بعيد بينه وبين سعادة المدير.
Shafi da ba'a sani ba