وقيل: التطوع (١).
وقيل: الإنفاق في الجهاد (٢).
وقيل: إنفاق المرء على نفسه وعياله (٣).
والرزق، والحظ، والنصيب، نظائرُ في اللغة. والرزق نقيضه الحرمان، ولهذا قيل: مرزوق ومحروم.
﴿وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (٤)﴾:
نهاية صلة ﴿وَالَّذِينَ﴾: ﴿يُوقِنُونَ﴾، و(ما) هنا موصولة، كأنه قيل: بالذي أُنزل إليك، وهو القرآن، والذي أُنزل من قبلك، وهو ما عدا القرآنَ من الكتب المنزلة، ولا يجوز أن تكون موصوفة، أي بشيءٍ مُنْزَلٍ، لأنه لا عموم فيه، ولا يكمل إيمان المرء إلا بجميع ما أنزل على رسول الله ﷺ.
والجمهور على ضم الهمزة وكسر الزاي في قوله: ﴿بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ﴾ ﴿وَمَا أُنْزِلَ﴾ في الفعلين على البناء للمفعول.
وقرئ: بفتح الهمزة والزاي فيهما على البناء للفاعل (٤)، وهو الله جل ذكره، بشهادة قوله: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ﴾ في غير موضع من التنزيل (٥)، أو جبريل ﵇، يعضده: ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ﴾ (٦)، والوجه هو الأول، لأنه سبحانه هو المُنْزِل في الحقيقة.