Farashar Da Babur
الفراشة والدبابة وقصص أخرى: مختارات قصصية من الأعمال القصصية الكاملة لإرنست
Nau'ikan
وقد صمم همنجواي على أن ينقل تجربته في الهيام بمصارعة الثيران إلى رفاقه، فخرجوا جميعا في عام 1925م إلى إسبانيا لحضور مهرجان «سان فرمين» في بمبلونة، وهو تقليد اتبعه بعد ذلك طوال حياته. وفي هذه المرة، تعرفت الجماعة بفتاة إنجليزية لعوب تدعى «ليدي داف توايسدن»، وقع أحد أفراد الجماعة وهو «هارولد لويب» في غرامها وصار يشك في علاقتها بهمنجواي وبأفراد آخرين من الجماعة، رغم أنها كانت مخطوبة لواحد من الأثرياء الأمريكيين ولا تخفي علاقاتها بكثير من الأفراد الآخرين. وطوال أيام هذا المهرجان ومباريات مصارعة الثيران التي شهدتها الجماعة، كان إرنست يشحذ حواسه كلها لالتقاط دقائق الأحداث التي تدور من حوله. وقد دون كل هذا بعد ذلك في روايته «وتشرق الشمس ثانية».
4
وقد بدأها في يوم عيد ميلاده السادس والعشرين، وكتب فيها في بلنسية وفي مدريد ثم في باريس، وأتمها في مدى ستة أسابيع. وفي الفترة التي كان ينقح فيها الرواية، نشرت روايته الأولى المسماة «سيول الربيع»
5
ولكنها لم تلق حماسا من القراء ولا من النقاد.
وكانت حياته الزوجية مع هادلي قد انتابها الفتور، كما شابها كثير من الشجارات التي نشأت من غيرة هادلي من علاقة إرنست بالممرضة الإنجليزية التي تعرف عليها في مستشفى ميلانو، والتي استمرت بعد ذلك عن طريق الخطابات، وعلاقته المستحدثة مع «ليدي داف توايسدن». وانتهى به الأمر أن انفصل عن هادلي، واتخذ له مسكنا يقيم فيه وحده، ثم انتقل إلى نيويورك مع امرأة من معارفه مال إليها تدعى «بولين بفيفر» الكاتبة الصحفية بمجلة «فوج» النسائية. واستمر همنجواي يعمل في نيويورك في تنقيح مخطوطة «وتشرق الشمس ثانية»، ودفع بها أخيرا إلى الناشر، وظهرت في أكتوبر 1926م ونالت الرواية نجاحا ساحقا فور ظهورها، وأرست دعامة همنجواي كواحد من أعلام الأدب الأمريكي البارزين، وجذب انتباه الجماهير ككاتب وكإنسان. وقد دفع هذا النجاح الناشر «سكريبنر» إلى إخراج كتاب قصص قصيرة له، به أربع قصص جديدة، علاوة على مختارات من قصصه القصيرة التي نشرت سابقا، تحت عنوان «رجال بلا نساء».
6
وحصل همنجواي على الطلاق من هادلي في عام 1927م، وتزوج بعدها حبيبته الجديدة بولين. وقد اضطر لإتمام هذا الزواج أن يتحول من المذهب البروتستانتي إلى الكاثوليكية؛ لأن بولين كانت من هذا المذهب. وبدأ بعد ذلك مباشرة في الإعداد لأقرب المشروعات حبا لفؤاده، وهو كتابة رواية عن تجاربه في الحرب العالمية الأولى.
ومرة أخرى، اضطر همنجواي إلى العودة إلى الولايات المتحدة حين أشرفت زوجته الجديدة على الوضع، فأقام فترة في «كي وست»، ثم نزح إلى «كانساس سيتي» حيث دخلت بولين المستشفى . ومرت الزوجة بتجربة عصيبة؛ إذ تعسرت الولادة وأشرفت على الموت، واضطروا إلى إجراء عملية قيصرية لإخراج الوليد الجديد من بطنها، وسموه «باتريك». ومرت بهمنجواي تجربة أعصب وهو ينتظر خارج المستشفى نتيجة العملية. وقد ظهرت هذه التجربة بعد ذلك بتفصيل شديد في الرواية الجديدة التي كان يكتبها آنذاك «وداعا للسلاح».
7
Shafi da ba'a sani ba