Farashar Da Babur
الفراشة والدبابة وقصص أخرى: مختارات قصصية من الأعمال القصصية الكاملة لإرنست
Nau'ikan
قال ديفيد: إنه يعرف.
قال والده: أعتقد أنك تسيء الحكم عليه.
وتركا الموضوع عند ذلك الحد.
وبعد ذلك، عادوا أخيرا سالمين مع النابين بعد كل ما حدث من أشياء، وكان النابان مستندين إلى جدار البيت المصنوع من العصي والطين، مستندين هناك يتلامس طرفاهما؛ النابان طويلان وسميكان لدرجة لا يصدقها أي شخص، حتى ولو لمسهما بيده، ولا يستطيع أحد، ولا حتى والده، أن يصل إلى المنحنى حيث يلتويان ليلتقي طرفاهما؛ هناك حيث أصبح جمعة ووالده وهو أبطالا، وأصبح كيبو كلب بطل، وأصبح الرجال الذين حملوا النابين أبطالا؛ أبطالا نصف سكارى، أو سيصبحون سكارى. وقال والده: هل تريد أن نتصالح يا ديفي؟ قال: وهو كذلك، لأنه عرف أن هذا هو بداية سياسة عدم البوح بما يعرف قط، التي قرر أن يتبعها.
قال والده: إني سعيد جدا لذلك. إن هذا أبسط وأفضل كثيرا.
وظلا جالسين على المقاعد الواطئة تحت ظلال شجرة التين، والنابان يستندان إلى حائط الكوخ، وشربا البيرة من أقداح الفلين قدمتها لهما فتاة شابة وأخوها الأصغر، خادم الأبطال، إذ هما جالسين وسط الغبار إلى جوار كلب البطل البطولي الذي يمسك ديكا عجوزا جرى ترفيعه حديثا لدرجة الديك المفضل للبطل. وجلسا هناك يحتسيان البيرة بينما بدأت الطبلة الكبيرة تقرع دقاتها والرقص يتخذ مساره على إيقاعها.
مكان نظيف حسن الإضاءة
كان الوقت متأخرا، وقد غادر الجميع الحانة ما عدا رجلا عجوزا جلس في ظل شجرة تعكس أضواء الكهرباء. كان الطريق متربا أثناء النهار، أما في الليل فقد أزال الندى الغبار، وأحب العجوز أن يبقى حتى هذا الوقت المتأخر؛ لأن الهدوء كان يعم كل شيء. وكان النادلان داخل الحانة يدركان أن العجوز قد ثمل إلى حد ما. ورغم أنه كان زبونا طيبا فقد كانا يعلمان أنه إذا ثمل تماما فسوف يخرج دون أن يدفع الحساب؛ لذلك فقد ظلا يراقبانه ...
قال أحدهما للآخر: لقد حاول الانتحار في الأسبوع الماضي. - لماذا؟ - كان يائسا! - من لا شيء! - كيف عرفت أنه لا شيء؟ - لأنه يملك مالا كثيرا.
وجلسا معا إلى مائدة مجاورة بالقرب من باب الحانة. ونظرا إلى الصالة حيث الموائد خالية عدا تلك التي يجلس إليها العجوز في ظل أوراق الشجرة التي تميل ببطء مع النسيم ...
Shafi da ba'a sani ba