Farashar Da Babur
الفراشة والدبابة وقصص أخرى: مختارات قصصية من الأعمال القصصية الكاملة لإرنست
Nau'ikan
قال الطبيب: يجب أن نلقي نظرة على الأب الفخور. إن الآباء عادة هم أكثر من يعانون في مثل هذه الظروف. يجب أن أعترف بأنه قد تحمل كل شيء في هدوء.
وكشفت الملاءة عن رأس الأب الهندي. وعادت إليه يده مبللة. وصعد على حافة اللوح الأسفل من السرير وهو يحمل المصباح في إحدى يديه، ونظر أمامه. كان الهندي يرقد ووجهه إلى الحائط. كان عنقه مقطوعا من الأذن للأذن . وسال الدم منه مكونا بحيرة عند جسده الذي أغرق مضجعه. وكان رأسه مرتكزا على ذراعه اليسرى. وكان موسى الحلاقة يرقد مفتوحا وسط الملاءة وحده إلى أعلى.
قال الطبيب : خذ «نك» خارج الكوخ يا جورج.
ولم تكن ثمة حاجة إلى ذلك. كان «نك»، وقد وقف عند باب الكوخ، يرى بوضوح اللوح الأعلى من السرير حين أمال والده رأس الهندي جانبا والمصباح في يده.
كان الصباح قد بدأ يطلع حين سار «نك» ووالده عائدين على طول طريق قطع الأشجار في طريقهما إلى البحيرة.
قال والده وقد راح عنه كل ما انتابه من نشوة عقب نجاح العملية: «إنني جد آسف لإحضارك معي يا «نك». لقد كان موقفا صعبا، لم يكن من الواجب أن أجعلك تشهده.»
وتساءل «نك»: هل تمر النساء دائما بمثل هذه المحنة حين يلدن؟ - كلا. لقد كانت هذه حالة استثنائية للغاية. - ولماذا قتل الزوج نفسه يا أبي؟! - لا أدري يا «نك». أظن أنه لم يتحمل هذا الموقف. - هل يقتل كثير من الرجال أنفسهم يا أبي؟ - ليس كثيرا جدا يا «نك». - وماذا عن النساء؟ - نادرا. - ألا يقتلن أنفسهن أبدا؟ - أوه، أجل. أحيانا. - أبي؟ - ماذا يا «نك»؟ - أين ذهب العم جورج؟ - إنه سيعود سليما معافى. - هل الموت صعب يا أبي؟ - كلا. أعتقد أنه سهل جدا يا «نك». إن الأمر يختلف باختلاف الظروف.
وجلسا في القارب، «نك» في المؤخرة، ووالده يقوم بالتجديف. وكانت الشمس تبزغ من وراء التلال. وقفزت سمكة فأحدثت دائرة في المياه. ومرر «نك» يده في مياه البحيرة، وشعر بها دافئة في برودة الصباح الحادة.
وفي خضم الصباح الباكر فوق البحيرة، إذ نك جالس في مؤخرة القارب ووالده يجدف به، شعر شعورا أكيدا بأنه لن يموت أبدا.
الطبيب وزوجة الطبيب
Shafi da ba'a sani ba