Faraj Mahmum
فرج المهموم - معرفة نهج الحلال من علم النجوم
Nau'ikan
المتوقع وحرقه الانتظار ففكره متقسم وقلبه معذب يستعيد قرب الساعات ويستطيل قير الأوقات شوقا إلى ما يرد وتطلعا إلى ما وعد وفي ذلك ما يقطعه عن منافعه ويقصر به عن حركاته في مطامعه اتكالا على ما يأتيه وتعويلا على ما يصل إليه وربما أخلف الوعد وتأخر السعد فليست جميع أحكامكم تصيب ولا الغلط منكم بعجيب فتصير المضرة حسرة والمنفعة مضرة فأما متوقع المنحسة فلا شك أنه قد تعجلها لشدة رعبه بقدومها وعظم هلعه بهجومها فهو لا ينصرف بفكره عنها فيجعلها أكبر منها فحياته منغصة ونفسه متغصصة وقلبه عليل وتغممه طويل لا يهنيه أكل ولا شرب ولا يسليه عذل ولا عتب ضعيف النبضات فاتر الحركات إذا احترز لا ينفع وربما كان احترازه لا ينتفع فهذا القول أشبه بالحق مما ذكرتم وهو شاهد يلزمكم الإقرار به إن أنصفتم ونحن الآن نعترف في مقابلتكم به ولا نطالبكم بشيء من موجبة ونعود إلى دعواكم التي ذكرتموها فنقول سائلين لكم عنها أخبرونا عن هذه المسرة التي تحصل للعالم والتأهب الزائد في السعد الواصل وعن هذا الاحتراز من المنحسة والتأني من المضرة والمهلكة هل جميع ذلك مما توجبه وتقضي به الكواكب أم هو عن أحكامها خارج مضاف في الحقيقة إلى اختيار الحي القادر فرأوا أنهم إن قالوا مما توجبه الكواكب وتقضي بكونه أحكام الفلك في العالم قيل لهم فيكون ذلك سواء اطلع الإنسان على أحكام النجوم أم لم يطلع وسواء عليه اهتم لمولده وتحويل سنته أم لم يهتم فعرجوا عن هذا وقالوا إن أفعالنا
Shafi 62