فخسف الله تعالى بهم أجمعين، ونجى لوطا وأثابه ثواب الشاكرين، وقد نطق بهذا كلام الله العظيم في مواضع من الذكر الحكيم ويعقوب ويوسف عليهما السلام، فقد أفرد الله تعالى بذكر شأنهما وعظم بلواهما وامتحانهما سورة محكمة بين فيها حسد إخوة يوسف له على المنام الذي بشره الله فيه بغاية الاكرام، حتى طرحوه في الجب فخلصه الله تعالى منه بمن أدلى الدلو ثم استعبد، فألقى الله عز وجل في قلب من صار إليه إكرامه واتخاذه ولدا، ثم مراودة امرأة العزيز إياه عن نفسه، وعصمة الله له منها وكيف جعل عاقبته بعد الحبس إلى ملك مصر، وما لحق يعقوب من العمى لفرط البكاء وما لحق إخوة يوسف من التسريق وحبس أحدهم نفسه حتى يأذن له أبوه، أو يحكم الله له، وكيف أنفذ يوسف عليه السلام إلى أبيه عليه السلام قميصه حتى رده الله عز وجعل به بصيرا، وجمع بينهم وجعل كل واحد منهم بالنعمة مرسورا.
وأيوب عليه السلام وما امتحن به من الأسقام وعظم اللاواء، والدود، والادواء، وقد جاء القرآن الكريم بذكره، ونطقت الاخبار بشرح أمره قال الله تعالى: (وأيوب إذ نادى ربه أنى مسني الضر وأنت أرحم الراحمين، فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثله معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين (1) ويونس عليه السلام وما اقتص الله عز وجل من قصته في غير موضع من كتابه العزيز ذكر فيها التقام الحوت له وتسبيحه في بطنه وكيف نجاه الله تعالى وأعقبه بالرسالة والصنع قال الله تعالى: (وإن يونس لمن المرسلين، إذ ابق إلى الفلك المشحون، فساهم فكان من المدحضين - إلى
Shafi 14