المؤلف :
سيداتي سادتي، مساء الخير وما تخافوش، أنا مش خطيب ولا حاجة، أنا مؤلف الرواية، واحنا كان ممكن نبتديها على طول ويقعد كل واحد فيكم يتفرج عليها في الضلمة لواحده كأنه في سينما، إنما احنا مش في سينما، إحنا في مسرح، والمسرح احتفال، اجتماع كبير، مهرجان، ناس كتير، ناس، بني آدمين سابوا المشاكل برة وجايين يعيشوا ساعتين تلاتة مع بعض، عيلة إنسانية كبيرة اتقابلت وبتحتفل أولا إنها اتقابلت وثانيا إنها حتقوم في الاحتفال ده بمسرحة وفلسفة ومسخرة نفسيها بكل صراحة ووقاحة وانطلاق. عشان كده مفيش في روايتي ممثلين ولا متفرجين، إنتم تمثلوا شوية والممثلين يتفرجوا شوية، وليه لأ، اللي يعرف يتفرج لازم يعرف يمثل، إنتو ما بتعرفوش تمثلوا؟ بقى دا كلام، ده انتو طول النهار نازلين تمثيل. طيب مين النهاردة ما مثلش على رئيسه علشان ياخد أجازة؟ مين ما ألفشي رواية عشان ياخد سلفة؟ مين ما قامتشي بدور السعيدة ع الآخر قدام جوزها لما جت أمه تزورهم؟ أنهي ممثلة محترفة تقدر تطلع التنهيدة اللي بتطلعها الست فيكم لما تشوف الفستان في الفترينة؟ ده انتو حتى جايين هنا تمثلو دور المتفرجين، وليه ده كله، إحنا قررنا الليلة دي الإفراج عن مواهبكم المكبوتة، وبدال ما سيادتك تمثل دور المتفرج الوقور اللي بيمسح بقه بعد كل ضحكة عشان ما تبنشي قدام حد، عشان إيه ؟ ما تكسفوش من بعض، إحنا كلنا بني آدمين زي بعض، إخوات، خايفين أوي من بعض ليه، متخشبين ليه، بعاد عن بعض أوي كده ليه؟ كتفك في كتف التاني وبينك وبينه ألف كيلو بتاع إيه؟ بص له يا أخي، قول له مساء الخير، اعزم عليه بسيجارة، ده بيتكلم عربي زيك ومالوش ناب والله.
كرم مطاوع مخرج المسرحية يمثل دور «المؤلف».
أنا كمان حالغي المسافة اللي دايما بتبقى بين المؤلف والجمهور وتخوفهم من بعض، اسمحوا لي أقرب منكم، (يغادر المنصة مقتربا من مقدمة المسرح، فيكتشف المتفرجون أنه رغم أناقة نصفه الأعلى يرتدي «شورت» قصيرا جدا يكشف عن ساقيه الطويلتين الرفيعتين، وحذائه الذي يرتديه بلا جورب، وحين يعم الضحك في الصالة لمنظره)
مع تقديري لشعوركم النبيل ده وفرحتكم بأني قربت منكم، أنا مش شايف أي مناسبة للضحك ده، الرواية لسه ما بدأتش (ضحك) ، الله، عمركم ما شفتوا مؤلف من قريب أبدا (ضحك) ، يا اخوانا، يا حضرات، من فضلكم، أنا كل قصدي أننا نلغي المسافات اللي بينا ونرفع الستاير اللي بين كل واحد والتاني ونعيش ساعة يا اخوانا، ساعتين، تلاتة، للصبح إذا حبينا، نمثل على بعض ونألف مع بعض ونتفرج لبعض. (تدق الموسيقى - مزمار بلدي أو موسيقى نحاسية - إشارة الدخول لممثل، فيشير المؤلف ناحيتها بيده.)
استنى عندك يا فرفور محدش يخش دلوقتي، أنا لسه ما خلصتش كلامي، (ثم يعود لمخاطبة الجمهور)
يا إخواني أنا عايز أقدم لكم الليلة أكبر وأعظم وأروع وأهم وأمتن ... (تدق الموسيقى مرة أخرى معلنة إشارة الدخول، فيلتفت المؤلف ناحية باب الدخول في غضب هازا ساقه الرفيعة العارية بطريقة عصبية، ويظل ساكتا برهة يؤنب بغضبه، ثم ما يكاد يلتفت ويفتح فمه ليخاطب الجمهور حتى تدق الموسيقى فيستدير بسرعة إلى الباب ثم يقول في يأس) : خلاص، بلاش شغل، دوروا لكم على مؤلف.
وديني مانا مألف، إنتو بتغيظوني، طب وديني مانا مألف.
أصوات (من الداخل) :
طب خلاص، خلاص، حرمنا، بالله بقا ألف.
Shafi da ba'a sani ba