أحلام أينشتاين
رواية: أحلام أينشتاين
Einstein’s Dreams .
تأليف: آلان لايتمان
Alan Lightman .
ترجمة: علي القاسمي.
الكتاب هدية مع عدد مجلة إبداع رقم 18 (ربيع 2011). «أحلام أينشتاين» رواية كتبها عالم وأديب عن الزمان معتمدا فيها على أينشتاين وأحلامه كلبنات أساسية في بنية النص الروائي؛ الرواية عبارة عن بضعة مقاطع متخيلة من حياة أينشتاين اليومية تعمل كفواصل بين الأجزاء الأساسية للرواية، والتي تتمثل في ما يتم تقديمه داخل النص على أنه أحلام لأينشتاين حلمها في الفترة السابقة على توصله لنظريته المبتكرة، ومن خلال هذه الأحلام يقدم الكتاب تبصراته حول الزمان.
هل كان آلان لايتمان في هذا الكتاب أقرب لعالم أم لأديب؟ بالتأكيد كانهما معا لكن على عكس بعض الآراء التي قرأتها عن الكتاب - ومنها مقدمة المترجم - لا أرى الكتاب علمي الطابع، أرى أن الخيال الأدبي هو الغالب على الكتاب؛ لا يتوقعن أحد مثلا أن يجد تبسيطا أدبيا لنظرية النسبية أو لمفهوم الزمان عند أينشتاين؛ فالرواية لا تهدف لذلك، لكن يمكن أيضا أن نعترف أن هذا التعامل الثري مع مفهوم غامض ومبهم كالزمان هو إثراء لخيال العلماء والأدباء معا، خطر على بالي في هذا الإطار أن حديث أينشتاين عن الزمكان، واعتباره نسيجا واحدا، واستخدام استعارة النسيج هذه بشكل كبير لتوضيح مفهومه لا يخلو هو أيضا من الأدبية.
يمكن اعتبار فصول الرواية أسئلة من نوعية «ماذا لو؟» ماذا لو كان الزمان دائريا؟ ماذا لو كان الزمان مكونا من ثلاثة أبعاد كالمكان؟ ماذا لو توقف الزمان؟ ماذا لو علم الناس مسبقا تاريخ نهاية العالم؟ كيف سيكون شكل عالم لا زمان فيه؟ ماذا لو أن البشر اكتشفوا أن الزمان يتباطأ كلما ارتفعوا عن الأرض؟ ماذا لو ...؟ أسئلة عدة وخيال خصب، يستخدم فيه الكاتب الوصف المشهدي ببراعة تضفي بعدا إنسانيا وفنيا عاليا على التأملات ذات الطابع العلمي الفلسفي.
النص بأجزائه مفتوح كذلك للتأويلات المتنوعة، فهو محمل بحمولة ذات طابع وجودي إنساني وفلسفي، ولهذا فهو وجبة ثرية بالتأكيد. يبقى أن نذكر أن هذه الرواية الصغيرة في حجمها كتبت سنة 1993م، وحققت مبيعات ضخمة وترجمت إلى أكثر من 30 لغة.
Shafi da ba'a sani ba