Centrifugal force
تساعد الطبقات القصوى أن تتشرد عن المحور، كما أن الضلع الأول - قوة الجذب إلى المركز - تساعد المناطق المحورية أن تتقارب إلى المركز؛ فتكون النتيجة أن الجرم الأصلي بعد أن كان كرويا يتفلطح فيقصر محوره جدا وتطول أشعته - أنصاف أقطاره - المعامدة لمحوره إلى أن يصبح كالقرص؛ وحينئذ تضعف جدا جاذبية حواشي القرص وتقوى قوة التشريد في الحواشي؛ فتتناثر كتل منها وتصبح أجراما مستقلة تدور حول المركز الأصلي بالسرعة التي يؤذن بها قانون التسرع، أو قد ينتثر بعضها في الفضاء إلى أن يصادف جوا جاذبيا آخر فيلتحق به.
ترى مما تقدم أن الدوران المركزي نشأ من الدوران المحوري بسبب تفاعل ضلعي الجاذبية: الجذب نحو المركز، والتشريد عن المركز، وبسبب فعل «التموج الحلزوني» الذي يحدث التشريد عن المركز والذي يحدث التفاوت في السرعة بنسبة البعد عن المركز، كما شرحناه في فصل تعليل سر الجاذبية في كتابنا فلسفة التفاحة أو جاذبية نيوتن.
بعد هذا الشرح لأحوال الدورانين: المحوري، والمركزي. صار سهلا إيضاح عملية التفرع المضادة لعملية التجمع؛ لأن عملية التجمع تقوم بفعل الضلع الأول من ناموس الجاذبية - الجذب - الذي يكون فيه الدوران محوريا بحتا، وعملية التفرع تقوم بفعل الضلع الثاني - التشريد - الذي يكون في الدوران مركزيا متفاوت السرعة بنسبة البعد عن المركز. ولذلك، فيما نحن نشرح عملية التفرع نكون في الوقت نفسه شارحين عملية التداور؛ أي: تداور الكتل المستقلة حول مركز عام، فضلا عن دورانها حول محاورها.
الفصل الثالث
التفريع أو التفرع
(1) تعليل التفرع
إذا حفظت في بالك أحوال الدوران الست أو قوانينه التي شرحناها آنفا، ولا سيما قانون ازدياد السرعة بازدياد التقلص، واشتداد الازدحام في المناطق القربى إلى المركز، وقلة الكثافة في المناطق القصوى، وتفاوت السرعة بسبب قانون المسارعة؛ سهل عليك أن تتصور وتفهم كيف تتولد السديمات من السدم والنجوم من السديمات والسدم أيضا، وكيف تتحول السديمات إلى كوكبات عنقودية ... إلخ.
ولإيضاح هذا تصور سديما عظيما - كما كانت المجرة - على أثر انفصاله عن السدم الأخرى المجاورة له - المجرات - تصوره يدور على نفسه دورة محورية بطيئة بالنسبة إلى عظمته - قد تستغرق مئات الملايين من السنين - بسبب قلة كثافته؛ أي بسبب لطافته المتناهية تحت تأثير قوة الجاذبية المتبادلة بين أجزائه؛ فترى بحسب ما علمته من نواميس الحركة:
أولا:
Shafi da ba'a sani ba