Falsafar Kimiyya a Karni na Ashirin
فلسفة العلم في القرن العشرين: الأصول – الحصاد – الآفاق المستقبلية
Nau'ikan
ولكي تكون المعرفة العلمية موضوعية تماما لا بد من محك موضوعي للحكم عليها بالصدق أو الكذب، خصوصا وأن بوبر يسلم تسليما بالواقعية، بمعنى الوجود الواقعي المستقل للعالم الخارجي، ويرى أن العلم هدفه الوصول إلى تفسير مرض لهذا العالم، والنظرية العلمية ذات مضمون معرفي ودلالة إخبارية، فيفترق بوبر افتراقه الحاد عن الأداتية، ويؤكد أن وظيفة العلم هي البحث الدءوب عن حقيقة العالم وعن الصدق
Truth . ويلعب الصدق دور المبدأ التنظيمي الذي يحكم شتى الجهود المعرفية بوصفه الغاية المرومة بعيدة التحقيق. البحث عن الصدق ومزيد من الصدق هو الهدف الدائم للعلم التجريبي، الصدق وليس اليقين، فليس هناك علم تجريبي يقيني ولن يكون. ويوضح بوبر هذا بأن يشبه الصدق بقمة جبل عادة ما تكون مغلفة بالسحب، من يحاول تسلق الجبل والصعود إليها تواجهه صعوبات كثيرة، وحتى إذا وصل إليها قد لا يعرف أنه بلغها فعلا؛ لأنه قد يعجز وسط أطياف السحب عن التمييز بين ذروة الجبل الحقيقية وبين القمم الثانوية. غير أن هذا لا يؤثر على الوجود الموضوعي لذروة الجبل الحقيقية، واستحالة اعتبار النظرية العلمية يقينية أو مطلقة الصدق ويمثل اعترافا ضمنيا بالوجود الواقع للصدق الموضوعي الذي نفشل في الوصول إليه رغم أن العلمي يتقدم نحوه باستمرار.
وإذا كان الصدق يلعب هذا الدور الكبير، فما هو معياره؟ في هذا يتخذ بوبر الموقف الشائع وهو التناظر
correspondence
مع الواقع. معيار التناظر يحقق أهداف بوبر الإبستمولوجية، ويؤكد رفضه للأداتية ومعاييرها، والأهم أن التناظر على طرف النقيض من النظريات الذاتية في الصدق التي ترجعه إلى تاريخ أو علاقة المعتقد بالمعتقدات الأخرى، فيكون الصدق هو ما نستطيع تبرير الاعتقاد فيه أو قبوله ،
12
وبوبر بالطبع لا يريد معيارا للتبرير، ولا للاعتقادات التي هي مسألة ذاتية، بينما يصر دائما على موضوعية المعرفة.
يضفي بوبر منتهى الموضوعية على المعرفة لدرجة الاستقلال التام عن أي شخص يعرف أو يعتقد، حتى يزعم أنها معرفة بغير ذوات عارفة أصلا. ما دام مكانها هو العالم3، فما هو العالم3؟ إنه ابتكار مثير لبوبر حين يقول: إن هناك ثلاثة عوالم:
العالم 1:
هو العالم الفيزيقي المادي.
Shafi da ba'a sani ba