Falsafar Kimiyyar Halittu: Gabatarwa Mai Gajarta
فلسفة علم الأحياء: مقدمة قصيرة جدا
Nau'ikan
هذا لا يعني إنكار أنه، عمليا، يمكن لعلماء الأحياء في كثير من الأحيان تحديد النوع الذي ينتمي إليه الكائن الحي من خلال تسلسل حمضه النووي. في الواقع، غالبا ما يكون ذلك «الترميز الشريطي للحمض النووي» كما يسمى طريقة موثوق فيها إلى حد ما لتصنيف الأنواع. لأنه من الممكن عادة العثور على تسلسل من الحمض النووي يظهر تباينا طفيفا نسبيا داخل النوع الواحد ولكنه يتباين باختلاف الأنواع. ومع ذلك، لا يصلح الترميز الشريطي للحمض النووي دائما، وحتى في الحالات التي يصلح فيها، فإنه لا يظهر أن الانتساب إلى نوع ما يتحدد من خلال «جوهر جيني» ثابت، كما تتطلب العقيدة التقليدية للأصناف الطبيعية.
في «أصل الأنواع» قدم داروين منظورا مثيرا للاهتمام لمشكلة النوع. لقد لاحظ أن علماء الأحياء غالبا ما يقرون مجموعات تصنيفية من الكائنات الحية دون مستوى النوع؛ إذ يتحدثون عن «الضروب» و«السلالات» و«الأعراق». (يكثر كذلك استخدام مصطلح «النويع» اليوم.) تنشأ الحاجة إلى مثل هذه المصطلحات لأنه غالبا يمكن تمييز مجموعات داخل النوع الواحد، لكنها لا تتباين بما يكفي لاعتبارها أنواعا منفصلة. لكن ما الحد الفاصل؟ ما الذي يحدد إذا كان لدينا تباينان لنوع واحد لا نوعين مختلفين؟ ذهب داروين إلى أنه لا يمكن وضع حد فاصل لذلك. فقد كتب:
إني أعتبر كلمة «الأنواع» اصطلاحا اعتباطيا أطلق لاستيفاء وجوه التدليل على جمع من الأفراد تشتد بينهم المشابهة، وأن ذلك الاصطلاح لا يفترق في جوهره ولا في مدلوله عن كلمة «ضروب» وهي الاصطلاح الذي أطلق على جمع من الأفراد تكون صفاته أقل ثباتا وأكثر تباينا من صفات الأنواع.
إن افتراض داروين وجود عنصر من الاعتباطية في تحديد ما يعتبر نوعا لهو أمر مفاجئ نوعا ما، باعتبار عنوان كتابه. لكن هل داروين محق في افتراضه؟ في النصف الثاني من القرن العشرين، ترسخت لدى العديد من علماء الأحياء قناعة بأن الأنواع هي وحدات حقيقية موجودة في الطبيعة، وليست تجميعات اعتباطية، استنادا إلى أنها «منعزلة تكاثريا». هذا يعني أن الكائنات الحية داخل النوع الواحد يمكن أن يتزاوج بعضها مع بعض لإنتاج ذرية خصبة، ولكن ذلك غير ممكن بين الأنواع المختلفة. أيد إرنست ماير تعريف الأنواع من حيث الانعزال التكاثري، وربما يكون «مفهوم النوع البيولوجي» الذي طرحه ماير هو أشهر محاولة لحل مشكلة النوع.
مفهوم النوع البيولوجي
الفكرة الرئيسية وراء مفهوم النوع البيولوجي هي أن التشابهات والفجوات بين الكائنات الحية التي تدعم محاولة تقسيم الكائنات إلى أنواع، تنشأ في المقام الأول بسبب «تقييد تدفق الجينات». لفهم هذا، تأمل نوعين مرتبطين ارتباطا وثيقا، على سبيل المثال الشمبانزي الشائع (بان تروجلوديت) والبونوبو (بان بانيسكس). لهذين النوعين سلف مشترك حديث، لكنهما يختلفان اختلافا واضحا في المظهر والسلوك. ظهرت الاختلافات بين الشمبانزي والبونوبو في البدء ولا تزال قائمة حتى يومنا هذا، لأن هاتين الجماعتين لا تتزاوج كل منهما من الأخرى. ونتيجة لذلك، فإن الجينات المتحورة التي تنشأ في قرود البونوبو لا يمكنها «التدفق» إلى المجموع الجيني للشمبانزي والعكس صحيح. هذا ما سمح للمجموعتين بالانقسام جينيا في الأساس وهو ما يفسر سبب احتفاظهما بهوياتهما المميزة اليوم. وإذا اختار نوعا الشمبانزي والبونوبو أن يتزاوجا، فستتلاشى الاختلافات بينهما بسرعة.
مفهوم النوع البيولوجي هو محاولة لتعميم هذا المبدأ ليكون تعريفا صريحا للنوع. على حد تعبير ماير: «الأنواع هي جماعات من المجموعات الطبيعية التي تتزاوج فيما بينها أو يحتمل أن تتزاوج فيما بينها، والمعزولة تكاثريا عن المجموعات الأخرى المماثلة». هذا تعريف أنيق، وغالبا ما تتوافق الأنواع التي يقرها مع الأنواع التي تعرف عليها علماء أحياء سابقون على نحو وثيق. ومن ثم يدعم مفهوم النوع البيولوجي فكرة أن الحدود بين الأنواع حقيقية لا عرفية. أيضا، يشير مفهوم النوع البيولوجي إلى أن هناك تمايزا نظريا بين الضروب (التنويعات) والأنواع، على عكس ما اعتقد داروين. لنأخذ على سبيل المثال العقاب الذهبي الأوروبي والأمريكي. يعتبرهما مفهوم النوع البيولوجي ضربين لنوع واحد وليس نوعين منفصلين، إذ يمكنهما نظريا التزاوج وإنتاج ذرية قابلة للحياة (حتى لو كانا نادرا ما يفعلان ذلك). على النقيض من ذلك، يعد العقاب الأرقط والعقاب الذهبي نوعين منفصلين، إذ لا يمكن لأفرادهما التزاوج فيما بينها.
مثل مفهوم النوع البيولوجي نقلة مهمة في فهمنا للأنواع، ولا يزال يستخدم على نطاق واسع حتى اليوم. ومع ذلك، فإن له أوجه قصور. أولا، هو لا ينطبق إلا على الكائنات الحية التي تتكاثر جنسيا؛ غير أن العديد من الكائنات الحية تتكاثر لاجنسيا، بما فيها معظم الميكروبات وبعض النباتات والفطريات وقلة من الحيوانات. بالنسبة إلى مثل هذه الكائنات الحية، لا يقدم مفهوم النوع البيولوجي فهما لماهية الأنواع، لذا فهو في أفضل الأحوال حل جزئي لمشكلة النوع.
علاوة على ذلك، فإن الانعزال التكاثري ليس دائما مسألة ثابتة، بل لها درجات متفاوتة. غالبا ما يكون للأنواع التي تربطها صلة وثيقة، والتي تعيش في مواقع متجاورة (مناطق هجينة) تلتقي فيها نطاقات سكناها؛ في هذه المناطق، يحدث قدر محدود من التهجين الذي ينتج عنه ذرية خصبة في بعض الأحيان على الأقل، لكن يظل كل من النوعين محتفظا بهويته المميزة. غالبا ما تنشأ المناطق الهجينة عندما يكون نوع ما في طور الانقسام إلى نوعين، ولكن يمكن لتلك المناطق أن تظل موجودة لفترة طويلة. بين النباتات على وجه الخصوص، يشيع كثيرا التهجين بين الكائنات الحية التي تنتمي إلى أنواع متمايزة بوضوح. لذلك إذا طبق مفهوم النوع البيولوجي بحذافيره على تلك الحالات، فسيعطينا إجابة «خاطئة».
تمثل «الأنواع الحلقية» تحديا آخر لمفهوم النوع البيولوجي. وهو مصطلح يصف نوعا يتكون من عدد من المجموعات المرتبة جغرافيا في حلقة، تستطيع كل مجموعة منها أن تتزاوج مع جارتها المباشرة، لكن المجموعتين اللتين تحتلان طرفي الحلقة لا يمكنهما التزاوج. على سبيل المثال، يتكون نوع السلمندر «إنساتينا إسشولتزي» من عدد من المجموعات المتمايزة، مرتبة في شكل حلقي حول جبال وادي سنترال فالي في كاليفورنيا (شكل
Shafi da ba'a sani ba