وتزامن مع هذا تصاعد النقد الموجه لقيم الحداثة الغربية والتنوير. لم تعد الحداثة كما كانت قبل الحرب، مسلما بها بوصفها طريق التقدم الواحد والوحيد والتمثيل العيني لكل إيجابيات الحضارة الإنسانية.
ومن ثم شهدت الفلسفة الغربية في النصف الثاني من القرن العشرين تيارات دأبت على نقد قيم الحداثة والتنوير وإعلان أوان انتهائها أو إفلاسها، والبحث عن طريق آخر ومنظومة قيمية أخرى، تعرف هذه التيارات باسم تيارات ما بعد الحداثة.
وفي إطار نقد الحداثة وصياغة توجهات ما بعد الحداثة شهدت الفلسفة الغربية دعاوى نبيلة صادقة مع النفس ومع الواقع تنحو باللائمة على المشروع الاستعماري البائد وجرائمه، وتؤكد على ضرورة انتهاء تلك المرحلة التي كان الزحف الاستعماري الغربي يرسم خريطة العالم وشكل العلاقات بين الثقافات والحضارات. إنه عصر التحرر القومي والتسليم بحق كل الكيانات الحضارية في الوجود المستقل.
ولعل الفلسفة النسوية التي ظهرت في أوروبا وخصوصا فرنسا وأينعت وازدهرت في أمريكا إبان العقدين الأخيرين من القرن العشرين، من أبرز التيارات التي أتت في سياق ما بعد الحداثة وما بعد الاستعمارية؛ وامتازت النسوية بحدة هجومها على الاستعمار وفضحها لزيف مزاعمه.
فما هي النسوية وكيف كانت فلسفتها السياسية فلسفة بعد استعمارية متقدة حقا؟
نموذج لفلسفات ما بعد الاستعمارية
الفلسفة النسوية
1
ما هي الفلسفة النسوية؟
في سبعينيات القرن العشرين ظهر لأول مرة ما يعرف بالفلسفة النسوية
Shafi da ba'a sani ba