البديل هو مقاربة نظرية نقدية توظف الخصائص المعيارية وتأخذ بعين الاعتبار الإمكانات السياسية. (1-3) في سبيل نظرية خطاب نسوية
تشغل المسألة النسائية في تفكير نانسي فريزر مكانة هامة؛ أولا: باعتبارها مناضلة يسارية ترعرعت في كنف الحركة الاشتراكية، وثانيا: باعتبارها صاحب قول في الفلسفة الاجتماعية والنقدية التي ترتكز على قراءة التجارب (التي تنخرط فيها يوميا) لاستخلاص الدروس.
تدعو فريزر في الفصل الخامس من كتابها: «دينامية النساء» (2012)، الذي عنونته ب «بنيوية أم برغماتية؟ حول نظرية الخطاب (النسوي) والسياسة النسوية» إلى حاجة الحركة النسائية إلى نظرية متكاملة حول الخطاب؛ من أجل إدماج مفاهيم الخطاب، كما نجدها عند جاك لاكان، فوكو، هابرماس، غرامشي، كريستيفا، دريدا، باختين ... معلنة أنها تحاشت الحديث في وقت سابق عن هذا الأمر؛ أي حاجة الحركة النسائية إلى خطابات فوق-نظرية؛ لذلك تقول: «سأحاول شرح لماذا تحتاج النسوية إلى نظرية الخطاب، وسأنطلق من سؤالين محوريين: فيم ستخدم نظرية الخطاب الحركة النسائية (وخاصة الموجة الثالثة)؟ فيم ستحتاج ناشطات الحركة النسائية نظرية الخطاب؟ أرى أن هذه النظرية ستساعدنا على فهم أربعة أشياء: (1)
ستسمح لنا بفهم كيف ستتغير وتتحول مع الزمن الهويات الاجتماعية:
تعني الهويات الاجتماعية دلالات مركبة وأنظمة من التأويلات، فأن تمتلك هوية اجتماعية، أي تصبح امرأة أو رجلا مثلا، تعني أن تعيش وتتحدد تحت مجموعة من الأوصاف؛ أوصاف لا تخص الجسد أو الروح فقط، حيث لا يكفيك الإلمام لا بالبيولوجيا ولا بعلم النفس، بل يتوجب عليك الغوص في الممارسات الاجتماعية المحددة تاريخيا للنوع؛ لفهم كيف تشكلت الهوية.»
الهويات الاجتماعية في نظر نانسي معقدة ومركبة جذريا: لا توجد هناك امرأة بل امرأة بيضاء ، يهودية، من الطبقة المتوسطة، فيلسوفة، سحاقية، اشتراكية، أم ... ولأن كل الناس يتحركون في سياقات اجتماعية متعددة، تتشكل الهوية الاجتماعية لفرد ما في خضم مجال وسياقات تحركه ووجوده؛ لذلك لا توجد امرأة بنفس المقاييس أو المعايير.
في بعض السياقات تمثل الأنوثة مكانة محورية من ضمن مجموعة من الأوصاف التي تؤطرنا وتحيط بنا أو تنسب إلينا؛ ولهذا لا تتشكل الهويات الاجتماعية دفعة واحدة، بل يتم تعديلها مع مرور الزمن، وتتغير بالموازاة مع الممارسات ومع هويات الفاعلين. (2)
ستسمح لنا بفهم كيف تتشكل وتتفكك المجموعات الاجتماعية في ظل شروط اللامساواة: كيف يجتمع ويتنظم الأفراد تحت يافطة الهوية الاجتماعية؟ كيف تنشأ طبقة ما؟ أو نوع اجتماعي ما؟ يتم تشكل جماعة ما في خضم نضالات برهاناتها وخطاباتها المتنوعة. (3)
ستؤثث وتضمن التداخل الثقافي للمجموعات السائدة في مجتمع ما. (4)
ستوضح لنا منظورات التغيير الاجتماعي والممارسات السياسية للاضطهاد.
Shafi da ba'a sani ba