Falsafar Nau'o'i da Matsaloli
الفلسفة أنواعها ومشكلاتها
Nau'ikan
التطوري يرد : أما التطوري، فلديه بدوره بعض العتاد الأخلاقي، الذي صنع الجزء الأكبر منه لغرض صريح هو الرد على اعتراض القائل بنظرية الخلق. (1)
فهو عادة يعترف صراحة بالتعارض بين التفسير الدارويني وبين التفسير الوارد في سفر التكوين، ولكنه يشير إلى أن نفس الاعتراض قد أثير في وجه النظام الكوبرنيقي في الفلك عندما صيغ لأول مرة في القرن السادس عشر. وكما أمكن التخلي عن المعلومات الفلكية الواردة في الكتاب المقدس دون مساس بسلطته الروحية، فمن المؤكد كذلك التخلي عن المعلومات البيولوجية الواردة فيه دون إنقاص من قدرته الأخلاقية. (2)
كذلك لا يرى القائل بالتطور أي حط من قدرنا إذا كنا قد ارتفعنا من أشكال دنيا للحياة. ذلك لأن موضوع فخرنا ليس ما أتينا منه، بل ما تحولنا إليه. (3)
والتفسير الطبيعي لأصلنا لا يؤدي بالضرورة إلى حذف فكرة الله من الصورة، حتى بوصفه خالقا؛ ذلك لأن من الممكن النظر إلى التطور - أو بتعبير أدق، إلى الانتقاء الطبيعي - على أنه هو الوسيلة التي تتحقق بها «الغاية الإلهية». وهذا أمر وجد تقديرا لدى كثير من المثاليين والمفكرين الدينيين المحدثين، فتراهم ينظرون إلى العملية التطورية بأسرها على أنها هي «الاستراتيجية الكبرى» التي حقق بها الذهن الشامل ذاته في العالم المادي. (4)
ويعترف القائل بالتطور بجهله بالأصول (كما رأينا من قبل)، ويرفض الاعتراف بأن لفرضه أية صلة بموضوع غاية الحياة أو هدفها، أو أية مسئولية عنه. غير أنه يعتقد أن رأيه يجعل من الحياة والتاريخ البشري مغامرة مليئة بالتحدي، وهو ما لا يؤدي إليه القول بوجود مصير مقدر مقدما.
التطور ومشكلة الشر : توجد لدى المدافع عن نظرية التطور حجة أخلاقية كبرى خاصة به، بالإضافة إلى هذه الردود. هذه الحجة تتعلق بمشكلة الشر، وهي مشكلة ستطل برأسها في كثير من الفصول التي سترد فيما بعد. وقد قدم «دوترر» عرضا موجزا واضحا للموقف كما يراه أنصار التطور (وقد استخدم دوترر للتعبير عن التطورية لفظ «التحولية
Transformism »، فقال:
على أن أخطر اعتراض يوجه إلى الفرض القائل بالخلق الخاص، هو ذلك الذي ينجم عن التفكير في وجود الشر في العالم. فأي تعليل يستطيع فرض الخلق أن يقدمه لأصل جراثيم الأمراض بوجه خاص؟ أنستطيع حقا أن نفترض أن الله قد تعمد خلق الكائنات العضوية الجرثومية التي تسبب الالتهاب الرئوي وشلل الأطفال، والطاعون الدملي، والتهاب السحايا المخية الشوكية، وسائر الأمراض اللعينة المخيفة التي تفتك بزهرة الجنس البشري؟
فإذا ما قلنا، محاولين تجنب الصعوبة الناجمة عن وجود هذه الأنواع الكثيرة من البكتريا المسببة للأمراض، أن هذه البكتيريا لم تكن في الأصل مسببة للمرض، لكان ذلك اعترافا منا بقابلية الأنواع للتعديل على نحو جذري، ولكنا بذلك نقبل من حيث المبدأ وجهة النظر التحولية؛ ذلك لأننا إذا كنا نعترف بأن الأنواع المؤذية قد ظهرت من أصل طبيعي، فكيف نستطيع أن ننكر أن الأنواع الأخرى ربما كانت قد ظهرت على نفس النحو؟
13
Shafi da ba'a sani ba