Falsafar Nau'o'i da Matsaloli
الفلسفة أنواعها ومشكلاتها
Nau'ikan
Germ-Cells . هذه الخلايا تتصف بما يمكن تسميته بالخلود؛ إذ إن الخلية الجرثومية تستمر من أول كائن بشري (وربما من أول كائن عضوي حي) حتى تصل إليك؛ أعني إلى قارئ هذه الصفحة. وهكذا فإن كل فرد يستمد أصله، لا من الخلايا الجسمية القابلة للتعديل، التي كانت لدى أبويه، وإنما من الخلايا الجسمية الخالدة التي لم يكن أبواه إلا حاملين أو ناقلين لها. وأهم الحقائق هي أن هذه الخلايا الجرثومية، التي تختزنها الخلايا الجسمية أو تحملها، تظل مستقلة تماما عن التغيرات التي تحدث في النوع الآخر من الخلايا. وهكذا يبدو كأن نظرية لامارك قد تركت بلا أساس من الوراثة ترتكز عليه، ما دامت الوراثة تتوقف تماما على نقل الخلايا الجرثومية، التي لا تتأثر إلا بالتنوعات المستقلة التي تطرأ عليها.
ولقد وقع دارون في نفس الخطأ الذي وقع فيه لامارك عندما افترض أن تغيرات النوع تأتي من تعديل في الخلايا الجسمية. ولكن من حسن الحظ أن هذه المسألة لم تكن لها، في نظرية دارون، نفس الأهمية الرئيسية التي كانت لها في نظرية لامارك بأسرها. ومن هنا فإن كشف فيزمان لم يسفر إلا عن تحسين في فرض دارون، على حين أنه قد سدد ضربة قاتلة إلى نظرية لامارك السابقة على هذا الفرض، والواقع أن من أروع سمات الصيغة الأصلية لنظرية دارون، أنها استطاعت أن تتحمل عددا كبيرا من التغيرات وتظل مع ذلك باقية. فكل ما فعلته الكشوف التالية هو تعديلها، غير أن أساسيات الفرض الأصلي ظلت على ما هي عليه.
كشف الطفرات : أما الكشف الثاني فكان يمثل اختبارا لفرض دارون أقسى بكثير مما كان يمثله فيزمان. ففي عام 1900م أتم العالم التجريبي الهولندي دي فريس
De Vries
بحثا بدا لفترة معينة أنه يهدد بهدم نظرية دارون من أساسها، وهو أمر كان مصدر ابتهاج كبير لذلك العدد الكبير من خصوم نظرية التطور، الذين كانوا لا يزالون محتفظين بنشاطهم في ذلك الحين. ومع ذلك فقد أدخل مرة أخرى تعديل على الفرض الأصلي بحيث أصبح يتسع للمعلومات الجديدة، وبذلك ضمن فسحة جديدة من العمر. فلقد رأينا من قبل أن التعبير الأصلي عن النظرية يفترض وراثة التنوعات التي تفيد في البقاء، وكان المعتقد أن هذه تنوعات ضئيلة تحدث بطريقة عفوية. ولكن دي فريس اكتشف في سلسلة مشهورة من التجارب التي أجراها على نبات زهرة الربيع المسائية
Evening Primrose
أنه تحدث أحيانا تغيرات تبلغ من الضخامة حدا تكون معه نمطا جديدا كل الجدة. وفضلا عن ذلك فإن بعضا من هذه الزهرات تتكاثر. وقد أطلق على هذه التغيرات الكبرى اسم «الطفرات
Mutations »، تمييزا لها من التنوعات الضئيلة التي افترضها معظم الباحثين السابقين عليه. وهكذا فإن من الممكن أن يظهر فجأة، ودفعة واحدة، تنوع جديد، بل ربما نوع جديد، بدلا من أن يظهر نتيجة تراكم تدريجي لتنوعات ضئيلة. ولقد كان أنصار نظرية التطور، قبل هذا الكشف الهام، يجدون لزاما عليهم أن يفترضوا انقضاء مدد زمنية هائلة لتعليل ظهور ألوف الأنواع المختلفة التي توجد الآن على سطح الأرض. ولكن يبدو أن الحاجة إلى افتراض مثل هذه الفترة الزمنية التطورية الهائلة قد زالت بفضل «زهرة الربيع» المتواضعة وعاداتها التناسلية غير المنتظمة. وهكذا فإن النتيجة الكاملة لكشف الطفرات هذا لم يكن أضعاف فرض دارون، بل كانت هي جعله أكثر منطقية وأقرب إلى التصديق.
والواقع أنه لم تكن هناك صعوبة كبيرة في إدماج هذا الكشف الجديد في النظرية الأصلية. ذلك لأن الطفرات ما إن تحدث (ولم يكن دي فريس يقل جهلا بأسبابها الدقيقة عما كان دارون بالنسبة إلى «تنوعاته») حتى يسير بقاؤها إلى عدم بقائها تبعا لمبادئ الانتقاء الطبيعي، التي ناقشناها من قبل. ولقد ظهرت منذ عام 1900م أدلة كثيرة في علم الحفريات تؤيد كشف دي فريس. (7) الحجج المؤيدة للتطور
على الرغم من أن النظرية العامة للتطور أصبحت تقبل الآن بوصفها أساس العلم البيولوجي الحديث، فإنها لم تلق بعد قبولا تاما خارج الدوائر العلمية. أما بالنسبة إلى أرقى الناس ثقافة، فإن الخلاف الذي كان محتدما من قبل، حول «التقابل بين التطور والكتاب المقدس» يبدو اليوم وكأنه كاد يصبح مسألة تاريخية بحتة، شأنه شأن المعركة المماثلة التي نشبت بين النظام الشمسي المرتكز حول الشمس، وبين النظام الشمسي المرتكز حول الأرض، الذي كان يستند إلى تأييد الكتاب المقدس. ومع ذلك فإن ما يدفعنا إلى تلخيص الحجج التي يأتي بها كل من أنصار نظرية الخلق ونظرية التطور ليس هو الأهمية التاريخية للنزاع بينهما فحسب. ذلك لأن القيام بهذا التلخيص هو أفضل وسيلة لإدراك النتائج الفلسفية لكل رأي، وهذه النتائج هي ما يهمنا بوجه خاص.
Shafi da ba'a sani ba