Falsafar Nau'o'i da Matsaloli
الفلسفة أنواعها ومشكلاتها
Nau'ikan
الحلول الممكنة : سوف يكون علينا أن نذكر المزيد عن نظرية المذهب الطبيعي في أصل الحياة عندما نناقش التضاد بين المذهب الآلي والمذهب الحيوي في موضع تال من هذا الفصل، على حين أن المناقشة التي سنجريها في الفصل التالي لمختلف النظريات المتعلقة بطبيعة الذهن وأصله سوف تلقي مزيدا من الضوء على هذا الموضوع. أما الآن فحسبنا أن يكون الطالب قد أدرك أن الحلول المختلفة لسؤالنا عن كيفية بدء الحياة تبدو وكأنها ترتد كلها إلى حلين ممكنين فحسب. ففي استطاعتنا أن نقبل نظرية الخلق الخاص، وهي نظرية لا تفسر إلا القليل جدا، وليست لها علاقة بالعلم الحديث، مهما تكن مزاياها اللاهوتية، كما أن في استطاعتنا أن نختار بدلا من ذلك التفسير العلمي الذي لم يكتمل بعد، والذي يرى أن الحياة قد انبثقت من غير الحي بوسائل طبيعية خالصة دون أي نوع من التدخل الخارجي. (4) التطور قبل دارون
سوف ننتقل الآن إلى استعراض لمختلف النظريات المتعلقة بمجرى الحياة. هذه النظريات تتعلق بتفسير طريقة ظهور تلك المجموعة الهائلة من أشكال الحياة الموجودة الآن. وإذن فنحن الآن على أهبة التصدي لتلك المشكلة الشديدة التعقيد، ألا وهي مشكلة التطور، ناظرين إلى هذا اللفظ الأخير على أنه يعني عملية بيولوجية، كما يعني في الوقت ذاته مقولة عامة تصف نواحي معينة من عالم التجربة الذي نعيش فيه.
والواقع أن اسم تشارلس دارون يحتل من الأهمية في أية مناقشة للتطور، ما يعرض الطالب دائما لخطر الاعتقاد بأن هذا العالم الكبير قد صاغ نظريته هذه بجهوده الخاصة وحدها في فراغ عقلي تام. ولكن الواقع أن فكرة المجرى التطوري للحياة أقدم بكثير من دارون، وأن الفكرة كانت شائعة في الأوساط الثقافية في الوقت الذي بدأ فيه دراسة المشكلة، بل إن بعضا من أقدم المفكرين اليونانيين لم يكتفوا بالاعتقاد بأن التغير هو الحقيقة النهائية في الكون (ومنهم هرقليطس مثلا)، بل لقد نظروا إلى مجرى الحياة على أنه عملية متدرجة يستعاض فيها عن الأشكال الناقصة بأشكال أكثر منها كمالا. ومنهم أنبادقليس مثلا). وبحلول عصر أرسطو، ظهرت الفكرة القائلة إن الأكثر كمالا يمكن أن يتطور من الأقل كمالا. وفي عصر النهضة بعثت من جديد الفكرة القائلة بإمكان وجود نوع من النمو المتدرج، على الرغم من أن الفلاسفة، لا العلماء الرواد، هم الذين أبقوا شعلة فكرة التطور متوهجة، فقد ألقى بيكون، وديكارت، وليبنتس، و«كانت»، أفكارا كانت بمثابة الوقود في هذه النار. وخلال ذلك كان العلماء يجمعون ببطء تلك الوقائع التي زودت دارون وغيره من مفكري القرن التاسع عشر، في الوقت المناسب، بأساس يكفي لجعل فرض التطور أكثر من مجرد ألعوبة فلسفية.
ومن الطريف أن نلاحظ أن كفة الجانب المعرض لفرض التطور، في الرأي العام العلمي، كانت حتى وقت نشر نظرية دارون هي الراجحة. ولكن من حسن الحظ أن بداية القرن التاسع عشر قد شهدت ظهور عدد من علماء البيولوجيا وعلماء النبات يؤيدون فكرة النمو المتدرج بشكل من أشكالها؛ مما أدى إلى نشر فكرة بين الأوساط العلمية - وإن لم تكن قد عرضت على سلطات الكنيسة بعد. فقد كان أرازموس دارون
Erasmus Darwin (1738-1802م)، وهو جد تشارلس قد ذهب إلى أن كل الحيوانات الحية نتجت مما أسماه «نسيجا حيا واحدا»، كما أيد بوفون
Buffon
الفرنسي فكرة قيام ظروف البيئة بإدخال تعديل مباشر على الأشكال الحيوانية.
5
نظرية لامارك : على أن الفضل لا بد أن يرجع إلى لامارك (1744-1829م) في الإتيان بأول نظرية تطورية محدودة ومنطقية بحق. فقد كان يعتقد، مثل «بوفون»، بقدرة الظروف الخارجية على تعديل الكائن العضوي. ومن هذا الاعتقاد جاءت نظريته المشهورة «وراثة الصفات المكتسبة». وأساس هذه النظرية هو أن التغير في البيئة يؤدي إلى تعديل التركيب الجسمي للنوع. ولنستخدم المثال الكلاسيكي الذي أورده لامارك، فنقول إن نظريته تذهب إلى أن رقبة الزرافة الطويلة قد أتت من قيام أجيال متعاقبة من الزراف بمد رقابهم من أجل الوصول إلى غذاء نباتي شحيح أو رقيق كان ينمو في مكان أبعد مباشرة عن متناولهم. والمفروض أن هذا المد المستمر قد أدى إلى تعديل في الكائنات العضوية الفردية وهذه التعديلات (التي هي ضئيلة جدا في أية حالة فردية) قد زادت بالوراثة.
وينبغي أن نلاحظ أن نظرية لامارك، على ما تتسم به من طابع منطقي ومن معقولية في نظر الإنسان العادي، ظلت مجرد فرض نظري دون أية أدلة مباشرة تؤيدها. ومع ذلك فقد أوحت لعلماء البيولوجيا التالين باتجاهات مثمرة في البحث للقيام بتلك الكمية الهائلة من الأعمال التفصيلية المرهقة التي كان لا بد منها لكي يصبح من المستطاع صياغة أي فرض علمي حقيقي. (5) دارون والانتقاء الطبيعي
Shafi da ba'a sani ba