Falsafar Nau'o'i da Matsaloli
الفلسفة أنواعها ومشكلاتها
Nau'ikan
في وسعنا أن نفيد من نفس هذه التمييزات التي تفرق بين مختلف أنواع التجربة الجمالية، في بحثنا للمشكلة الكبرى الأخرى في هذا الميدان، وهي المشكلة الخاصة بالصلة بين «الفن» و«الطبيعة». ولقد كانت الصيغة التي عبر بها التفكير الجمالي الأقدم عهدا عن هذه المشكلة هي صيغة التقابل بين «الجمال في الطبيعة» وبين «الجمال في الفن»، ولكن الاتجاه الحديث إلى توسيع نطاق الفن والاستطيقا معا بحيث يتجاوزان كثيرا نطاق مفهوم «الجمال» التقليدي، يدفعنا إلى بحث العلاقة بين الجمال والطبيعة في أعم صورها .
الفن بوصفه محاكاة للطبيعة : لعل أوسع الآراء عن وظيفة الفن وغايته انتشارا، وأكثرها دواما، هو النظرية المسماة بنظرية «المحاكاة». ولهذه النظرية صورتان؛ الأولى: تمثل التفكير الجمالي الكلاسيكي والوسيط، وكانت ترى في الفن مجرد نسخة من الطبيعة، ولا أكثر ولا أقل. ومن أشهر أمثلة هذه النظرية، آراء أفلاطون، وإن كانت هذه الآراء القديمة في الموضوع، لم تقل إلا القليل عن أوجه الطبيعة التي ينبغي محاكاتها. على أن التفكير النظري الجمالي في عصر النهضة والعصر الكلاسيكي المحدث في القرن السابع عشر، قد هذب هذا الموقف الساذج إلى حد ما، وأدى هذا التهذيب إلى ظهور النوع الثاني من نظرية المحاكاة، الذي لا يزال يؤيده كثير من الأشخاص غير المتخصصين، ومن المفكرين ذوي النزعات المثالية في الوقت الراهن. ويذهب هذا الرأي المعدل بدوره إلى أن وظيفة الفن هي محاكاة العالم الطبيعي، ولكن هذه المحاكاة ينبغي أن تنصب على أوجه معينة منه؛ أعني الأوجه الأكثر مثالية. وتحفل النظريات الفنية في القرنين السادس عشر والسابع عشر بنصائح إلى الفنان عن محاكاة الطبيعة والفنانين القدامى معا. وبطبيعة الحال فقد كان المفهوم ضمنا في كل الأحوال هو أن هذين الاثنين كانا متشابهين (بالنسبة إلى كل الأغراض العملية) إلى حد أنهما كانا تقريبا في هوية تامة. ولكن رجال عصر النهضة أدركوا أن الجزء الأكبر من الفن الكلاسيكي كان مثاليا بصورة واضحة. ولذا كان من الضروري، لكي يحققوا الاتساق لمعيارهم المزدوج الخاص «بالطبيعة» و«الفن القديم»، أن يقولوا بوجوب الاقتصار على محاكاة الأوجه الجميلة، النبيلة، البطولية، المثالية للطبيعة. ولقد كانت وجهة نظر عصر النهضة هذه هي التي ورثناها، وما زال عامة الجمهور، وكذلك الناقد المحافظ، يرون أن الغرض الأساسي للفن هو خلق صور محاكية جميلة للطبيعة الجميلة.
الجمال في مقابل التعبير : على أن التفكير الجمالي قد أصبح، منذ القرن الثامن عشر، أقوى شعورا بالعنصر التعبيري في الفن.
8
وكان من أسباب هذا التغير في الاتجاه، اتساع نطاق معرفة الأعمال اليونانية الأصيلة، التي هي في عمومها أكثر «تعبيرية» (وهي قطعا أقل تجردا «وجمالا» باردا) من نسخها الرومانية. وقد أثار هذا الوعي المتزايد بالتعبير عدة مشكلات عقلية جديدة، أهمها كيفية التوفيق بين شرط الجمال بوصفه القيمة العليا، وبين مطلب القدرة التعبيرية الجديد. والواقع أن الحلول النظرية لهذه المشكلة تؤلف جزءا كبيرا من الكتابات التي ظهرت في علم الجمال خلال الفترة الواقعة بين عام 1760م و1830م، وخاصة في ألمانيا. بل إننا ما زلنا حتى اليوم نستمع في بعض الأوساط الجمالية إلى جدل يدور حول أولوية الجمال أو التعبير. ولقد كانت النتيجة العقلية الشكلية للمعارك الأولى التي دارت حول هذه المسألة هي وضع «المقولات» الجمالية: كالجميل، والجليل
Sublime
والتراجيدي (أو الأسيان
Comic ) والكوميدي (أو الهزلي
Tragic )، والمميز
Characteristic ، والعجيب. وكان سبب وضع هذه المقولات هو محاولة تقديم وصف أدق لما ينبغي أن تكون عليه العلاقات بين الجمال والعناصر الأكثر تعبيرية في الفن. ومن هنا كان من المسلم به عادة أن المقولات الخمس الأخيرة المذكورة من قبل تقف في مقابل الأولى، وإن كان من الممكن تآلفها مع «الجميل» بدرجات متفاوتة - فالجليل مثلا يتحد مع الجميل نحو أكثر طبيعية مما يتحد مع الهزلي.
Shafi da ba'a sani ba