Nasaran Mai Nema
فلاح السائل
مسكين مستكين إلى الاهمال والتبسط والاشتغال بغير العبودية والخدمة والمعاملة لمالك يوم الدين ويلك اما ترى انك كنيف بيت العذرات وحمال أرذال القاذورات ونزاح بيت طهارة جسدك لعلك تفعل ذلك كل يوم وليلة مرارا بيدك ولا مخلص لك من هذه الصنعة الخسيسة إلى أن تموت ويحك كيف رفعت رأسك من شعار الذلة والقلة لصاحب الجبروت ومالك الملك والملكوت اما تعلم أن بدايتك من نحو أبيك من نطفة مدرة وانها خرجت من محل الأبوال القذرة ثم أنت بعد ذلك حمال وغسال العذرة ثم تكون بعد الموت جيفة نكرة طأطئ رأسك ذلا وحياء وخجلا واخفض صوتك خوفا ووجلا واعرف خساسة قدرك وانظر في تدبير امرك واسع لمولاك في فكاك رقبتك من أسر العبودية وفى اخراجك من ذل هذه الخسايس الردية وتوصل وتوسل في عتقك من رق الأسئار وان يجعلك من الأحرار ويؤهلك للمقام في دار القرار ويرفعك بذلك عن هذه الصنعة الخسيسة التي أنت فيها نزاح بيوت الطهارات وغسال العذرات ويهدم هذا الجسد السخيف ويعمره على بناء شريف منزه عن هذه الأقذار يصلح للمقام فيما ذكرناه من دار دوام المسار فهذا التوصل والتوسل قد جعل في الدنيا فان قنعت بالدون فأنت المغبون والذنب لك والمصيبة عايدة عليك وإذا أراد العبد المبتلى بهذه الأشياء في دار الفناء الدخول إلى بيت الخلاء فيحتاج ان يعرف أمورا قبل الدخول ليكون على علم مما يفعل أو يقول.
فمن تلك الأمور إذا كان على الاختيار في المأثور ان يغطى رأسه قبل الدخول ان كان مكشوفا وأن يكون موضع قضاء حاجته مصونا عن من ينظر إلى عورته وإذا أراد الجلوس لذلك فلا يكون مستقبل القبلة
Shafi 47