Fakitun Nadama
فاكهة الندماء في مراسلات الأدباء
Nau'ikan
فإن تقتنع مني على قدر ما ترى
وإلا فهذا آخر العهد بالرسل
وبينما أنا على جناح سفر، وإذا بهلال قصيدة حضرتكم الجيمية سفر، فرأيت أن أقدم هذه القصيدة قياما بالواجب علي وإنفاقا على قدر مالي، وليعرف الهمام عجزي فيكاتبني على قدر حالي. وإن شاء الله عند أوبتي من رحلتي أقدم لأعتابك جواب الجيمية. ودمتم بحفظ باري البرية.
عبد الهادي نجا
عفي عنه
وورد منه مع هذه الرسالة رسالة وقصيدة أخرى (بهذه الصورة):
أيها العلم الذي جاوز بند فضله عنان المجرة، وطار صيته في الآفاق حتى أوقف النسر الطائر وأوقعه في صرة، والشهم الذي صير السماك الأعزل عن رتبته أعزل، وجعل في فنون البلاغة قلم كل بليغ مغزل. إن شوقي إلى اجتلاء بدر طلعتك الباهر، واجتناء ثمر سمر ناديك الزاهر؛ شوق الغريب إلى الوطن، والبعير إلى العطن. وقد ورد الرقيم الذي أزهرت أفانينه، وازدهرت دراريه وقوانينه، فما هو إلا روضة بليلة الأدواح، علية النسائم والأرواح. فيا ليت شعري! أهذا كتاب أم جنة الخلد ومعانيه الكواعب؟ أم سماء الفضائل وألفاظه الكواكب؟! وإنك والله قد استنهضت به مني ذا عرج، واستشجعت غير كلح، واستسمنت ذا ورم، بل نفخت في غير ضرم، فلا غرو إذا تقاعست عن المبارزة في حلبتك؛ فالبغاث لا يستنسر بقاعتك. وإني لأعرف قصوري عن مجاراة مثلك يا فارس البلاغة، فيقصر باعي عن التطاول في هذا الميدان، ويحصر من يراع براعتي اللسان، وإن أوتي فصاحة سحبان ونطق بحكمة لقمان. كيف لا وأنت قس البلاغة وقاضيها الفاضل، ورئيس هذه الصناعة المشار إليه بالأنامل! فما فطرت نكتة إلا فطرت ألباب أرباب البيان، ولا سطرت خطبة إلا أطلت حيرة أصحاب الفكرة في رقة هاتيك الألفاظ ودقة تلك المعان، فتبارك من سواك في الفضل آية لمن سواك، وأولاك رتبا قرت بها أعين أحبائك وشهدت بها ألسن أعداك. ووالله إني لأستحي أن أقابل بوادر كلمك ببوادر عجري وبجري، وأستعمي إذا انتدب جواد فكرك لمبارزة أعرج قريحتي مؤثرا أن يندرس هنالك أثري، فإن كنت سمعت أني ممن تبناه الأدب واصطفاه فسماعك بالمعيدي خير من أن تراه. أو كنت سمعت أني صفرت في هذا العصر بقاع هذه الأرياف فإنما ذلك حين خلا منها لي الجو. وإلا فأنا لدى محضر مثلك من صيارفة الكلام لا أعرف الحو من اللو. لكن لما عرفت من الحبر الهمام أنه لا يقبل لي عثارا، ولا يقبل مني في رد الجواب أعذارا؛ نظمت هذه القصيدة على وجل، متدثرا بدثار الحياء والخجل، وأردت أن أزف عرائسها لسدتك الباهية؛ فلزمت خدرها حينا أبية مستحيية. لعلمها أنه لا خيار في جناها. ولا خير في لفظها ولا في معناها، حتى جاءها من نحو حيك خاطب ورأيت أنه أمر لازب واجب، فبعثتها شفيعة لنفسها في التأخير، ولمثلها عند مثل جنابك قول جليل وأمل كبير، فبلغها من حضرتك المأمول، واجعل نحلتها حسن القبول. بلغ الله جنابك في الدارين كل ما اشتهى، ولا زلت تبتدئ المكارم كلما قيل. انتهى.
عبد الهادي نجا
عفي عنه
وا لهف قلبي على ظبي نأى ونبا
Shafi da ba'a sani ba