361

Wasikun Jahiz

رسائل الجاحظ

Mai Buga Littafi

دار ومكتبة الهلال

Inda aka buga

بيروت

Nau'ikan

Maganar Baka
إبطاله. وأبيّن مع ذلك رداءة مذاهب الكتّاب وأفعالهم، ولؤم طبائعهم وأخلاقهم بما تعلم أنت والناظر في كتابي هذا: أنّي لم أقل إلّا بعد الحجّة، ولم أحتجّ إلّا مع ظهور العلّة، ثم أستشهد مع ذلك الأضداد تبيانا، وأجمع عليه الأعداء إنصافا، إذ كان في ذلك من التبيان ما يبهرهم، ومن القول ما يسكتهم.
[٢- نماذج سيئة من الكتاب]
ثم أقول: ما ظنّك بقوم منهم أوّل مرتّدّ كان في الإسلام، كتب لرسول الله ﷺ فخالف في كتابه إملاءه، فأنزل الله فيه آيات من القرآن نهى فيه عن اتخاذه كاتبا، فهرب حتّى مات بجزيرة العرب كافرا، وهو عبد الله بن أبي سرح.
ثم استكتب رسول الله ﷺ بعده معاوية بن أبي سفيان، فكان أوّل من غدر في الإسلام بإمامه، وحاول نقض عرى الإيمان بأثامه.
وكتب عثمان بن عفّان لأبي بكر رضوان الله عليهما- مع طهارة أخلاقه وفضائل أيّامه- فلم يمت حتى أداه عرق الكتابة إلى ذمّ من ذمّه من أوليائه.
ثم كتب لعمر بن الخطّاب ﵁ زياد بن أبيه، فانعكس شرّ ناشيء في الإسلام، نقضت بدعوته السّنّة، وظهرت في أيّام ولايته بالعراق الجبرية.
ثم كتب لعثمان بن عفان ﵁ مروان بن الحكم، فخانه في خاتمه، وأشعل الرّعيّة حربا عليه في ملكه.
ثم أفضى الأمر إلى علي بن أبي طالب رضوان الله عنه، فتبيّن من البصيرة في الكتّاب ما لم ير التنويه بذكر كاتب حتّى مات.
[٣- الرسول لم يعرف الكتابة]
ولو كانت الكتابة شريفة والخطّ فضيلة كان أحقّ الخلق بها رسول الله ﷺ، وكان أولى الناس ببلوغ الغاية فيها ساداتهم وذوو القدر

1 / 606