190

Fakhir

الفاخر

Bincike

عبد العليم الطحاوي

Mai Buga Littafi

دار إحياء الكتب العربية

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٣٨٠ هـ

Inda aka buga

عيسى البابي الحلبي

فأْتوا الأفعى الجُرْهُمي ومنزله بنَجْرَان. فتشاجروا في ميراثِه فتوجهوا إلى الأفعى الجُرْهُمي، فبينا هم في مسيرهم إليه إذ رأى مُضرًا أثر كلأٍ قد رُعي فقال: إن البعير الذي رعى هذا الأعور، قال ربيعة: إنه لأزوَر، قال إيادٌ: إنه الأبْتَر، قال أنمارٌ: إنه لَشَرود. فساروا قليلًا فإذا هم برجلٍ يُضِعُ جَمَلَه. فسألهم عن البعير، فقال مضر: هو أعور؟ قال: نعم. قال ربيعة: هو أزْوَر؟ قال: نعم. قال إيادٌ: هو أبتَر؟ قال: نعم. قال أنمارٌ: هو شَرودٌ؟ قال: نعم. وهذه والله صِفة بعيري فدُلّوني عليه. قالوا: والله ما رأيناه. قال: هذا والله الكذِب. وتعلّق بهم وقال: كيف أصدقكم وأنتم تصفون بعيري بصفته؟ فساروا حتى قدموا نَجْران. فلما نزلوا نادى صاحب البعير: هؤلاء أصحاب جَمَلي، وصفوا لي صفته، ثم قالوا: نرهْ. فاختصموا إلى الأّفعى، وهو يومئذٍ حَكَمُ العرب. فقال الأفعى: كيف وصفتموه ولم تروه؟ قال مضر: رأيته قد رعى جانبًا وترك جانبًا فعلمت أنه أعور. قال ربيعة: رأيت إحدى يديه ثابتة والأخرى فاسدة فعرفت أنه أزور، لأنه أفسده بشدة وطئه. قال إيادٌ عرفت أن أبتر باجتماع بعِرِه، ولو كان ذَيَّالًا لَمَصَعَ به. قال أنمارٌ: عرفت أنه شرود، لأنه كان يرعى في المكان الملتف نبته ثم يجوزه إلى أرقَّ منه وأخبث نبتًا، فعلمت أنه شَرود. فقال للرجل: ليسوا بأصحابك فاطلب بعيرك. ثم سألهم: من أنتم؟ فأخبروه. فرحَّب بهم. ثم أخبروه بما جاء بهم. فقال: أتحتاجون إليّ وأنتم كما أرى؟! ثم أنزلهم فذبح بهم شاةً، وأتاهم بخمرٍ، وجلس لهم الأفعى حيث يَرى، ويسمع كلامهم. فقال ربيعة: لم أرَ كليوم لحمًا أطيب من لولا أن شاته غُذِيَت بلبن كلبة. قال مضر: لم أرَ كاليوم خمرًا أطيب منه، لولا أنّ حَبَلَتْه نبتت على قبر. فقال إياد:

1 / 190