116

Asubar Musulunci

فجر الإسلام

Nau'ikan

ورووا أن أوميروس جاءه رجل فقال له: اهجني لأفتخر بهجائك؛ إذ لم أكن أهلا لمديحك، فقال له: لست فاعلا، قال: فإني أمضي إلى رؤساء اليونان فأشعرهم بنكولك، قال أوميروس مرتجلا: بلغنا أن كلبا حاول قتال أسد بجزيرة قبرص فامتنع عليه أنفة منه، فقال له الكلب: إنني أمضي فأشعر السباع بضعفك! قال له الأسد: لأن تعيرني السباع بالنكول عن مبارزتك أحب إلي من أن ألوث شاربي بدمك... إلخ، إلخ.

وزاد هذا النقل من حكم اليونان على توالي الأيام حتى أفردت لها الكتب كما فعل «ابن هندو» في كتابه، ورأيت رسالة طبعت في الجوائب جمعت فيها حكم نسبت لأفلاطون لم يذكر مؤلفها، وذكر أنها نقلت من نسخة مخطوطة سنة 893ه، وكتب الأدب مشحونة بضروب من هذه الأمثال.

الخلاصة

عقلية عربية لها طبيعة خاصة هي نتاج بيئتها، وعيشة اجتماعية خاصة يعيشها العرب في جاهليتهم، ودين إسلامي أتى بتعاليم جديدة ورسم للحياة مثلا أعلى يخالف المثل الذي كانت ترسمه تقاليد الجاهلية، وفتح إسلامي مد سلطانه على فارس وما حولها، وعلى مستعمرات رومانية كثيرة، فأذاب ما كان للفرس من دين ومدنية وعلم، وما كان للمستعمرات الرومانية من دين ومدنية وعلم، في المملكة الإسلامية جميعها؛ وكون منها مزيجا واحدا مختلف العناصر، كل هذه الأشياء التي عددناها كانت أسبابا لها نتائجها، ومن نتائجها ما كان من حركة علمية ودينية في ذلك العصر، أعني العصر الذي ينتهي بانتهاء الدولة الأموية؛ فهو الذي يعنينا الآن، وإذ كنا قد شرحنا بإيجاز هذه الأسباب، فلنشرح بإيجاز كذلك هذه النتائج، ولنقسمها قسمين: الحركة العلمية، وحركة العقائد الدينية.

مصادر هذا الباب

اعتمدنا في هذا الباب على: (1)

Boer, History of Philosophy in islam . (2)

Dresser, History of Ancient and medieval philosophy . (3)

Macdonald, Development of Muslim Theology . (4)

O’leary Arabic Thought . (5)

Shafi da ba'a sani ba