إن الذي هنالك، سيقبض على المجرم كإله حي، ويوقع عقاب السوء على من اقترفه
إن الذي هنالك، سيقف في سفينة الشمس، ويجعل أحسن القرابين هنالك تقدم للمعابد
إن الذي هنالك، سيكون رجلا عاقلا غير منبوذ، مصليا «لرع» حينما يتكلم.
ولما كان هذا التعس يتوق للخلاص السار الذي يهيئه له الموت، وكان يظهر عليه أنه قد استعاد بعض الثقة بما سينعم به من الميزات السامية في عالم الآخرة، فإننا نرى روحه تستسلم في النهاية، فيدخل في ظلال الموت ويسير في طريقه ليكون مع «أولئك الذين هنالك».
على أننا نحن بدورنا نرقب بشيء من التأثر هذا الرجل المجهول (الذي يعد أقدم روح بشرية معروفة لنا) يذهب إلى تلك الحجرات الداخلية التي سمحت لنا الأحوال بأن نلقي عليها نظرة سريعة، بعد أن مر عليها أربعة آلاف من السنين.
وكان رجال ذلك العهد الإقطاعي يجدون لذة عظيمة في مثل تلك المؤلفات الأدبية، وقد قام بنقل هذه الورقة التي نحن بصددها، المحفوظة في برلين، كاتب لا تزال ملاحظته الختامية ظاهرة تقرأ بوضوح في نهاية تلك الوثيقة، وهي: «لقد انتهيت من نسخها من البداية إلى النهاية طبق الأصل المكتوب.» فيكون قد نقلها إذن من أصل قديم، ولا شك أنه كانت توجد عدة صور منقولة مثلها على رفوف مكتبات رجال الفكر في ذلك العصر.
وإن قصة ذلك التعس ترجع في أصلها إلى التجاريب الشخصية التي كان يعانيها فعلا رجال ذلك الزمان، ولذلك كانوا يجدون فائدة من مطالعتها؛ لأنها في الواقع علامة واضحة في نمو الشعور الذاتي الطويل المدى، وهو التطور البطيء الذي انتهى بظهور الفرد باعتباره قوة خلقية، فصار الفرد يشعر بأن له ضميرا مسيطرا يستطيع بإيحائه أن يواجه المجتمع وينتقده.
وذلك الموقف الذي يقفه الرجال الشاعرون بالمسئولية الخلقية العظيمة معروف لنا نحن أهل هذا العالم الحديث من الأمثلة التاريخية العديدة؛ مثل الأنبياء العبرانيين وعيسى ومحمد - صلوات الله عليهم أجمعين - وعدد عظيم أيضا من الأنبياء الأوروبيين من «سفونارولا»
11
إلى «جون ويزلي».
Shafi da ba'a sani ba