267

Asubin Lamiri

فجر الضمير

Nau'ikan

سفر الأمثال العبراني

الكاتب الماهر في وظيفته سيجد نفسه كفوا لأن يكون من رجال البلاط. (29) أرأيت رجلا مجتهدا في عمله، أمام الملوك يقف؟ (أمينموبي المصري 27: 16-17) (سفر الأمثال العبراني 22: 29)

ولا حصر لما نستطيع إيراده من أمثال تلك المماثلات المتشابهة، ولكن ما أوردناه من الأمثلة التي ذكرت يكفي بلا شك للدلالة على أن «سفر الأمثال» العبراني يحمل في ثناياه جزءا جوهريا من كتاب حكم لمصري قديم سابق له.

وقد جرى ذلك النقل عن حكم المصريين القدماء دون ذكر المصدر المنقول عنه، وهذا أمر طبعي حصوله في مثل ذلك الأوان، غير أنه من الأمور الهامة أننا عثرنا في كتاب «سفر الأمثال » على إشارة تدل بلا شك على الاقتباس من كتاب «أمينموبي» المصري القديم، ولو أن هذه الإشارة لم تكن بطبيعة الحال على شكل عنوان أو بذكر اسم ذلك الحكيم المصري الذي عاش في مثل ذلك العصر البعيد؛ ذلك بأننا نجد في المقدمة «لكلمات الحكماء» السؤال الغريب الآتي، وهو الذي قد حار في ترجمته مصنفو الترجمة المنقحة لكتاب العهد القديم، وهاك نص السؤال:

ألم أكتب لك أمورا شريفة

من جهة مؤامرة ومعرفة؟

سفر الأمثال 22: 20

وقد وضعت لجنة التنقيح ملاحظة في الهامش خاصة بعبارة «أمورا شريفة» لفتوا بها النظر إلى أن «تلك العبارة مشكوك فيها». والواقع أن المصنفين العبرانيين الأقدمين كانوا أنفسهم يشكون فيها بعض الشك أيضا؛ وذلك لأنهم وضعوا هجاء آخر لتلك الكلمة على هامش النسخة العبرانية فصارت الكلمة بحسب هجاء المصنفين العبرانيين القدامى تعني «ثلاثين»، فإذا ارتضينا هذه الكلمة يصير السؤال هكذا: «ألم أكتب لك أمورا ثلاثين من جهة مؤامرة ومعرفة؟» ويبدو لنا لأول وهلة أن صيرورة السؤال بهذه الصيغة يحدثنا بشيء لا معنى له، ولكننا عندما نلاحظ كما لاحظ الأستاذ «إرمان» أن «أمينموبي» قد قسم كتابه المذكور إلى ثلاثين فصلا ورقمها، فإن كل شيء بعد ذلك يصير واضحا.

ولا بد أن لفافة البردي المصرية الحاوية لهذا الكتاب كانت تسمى في فلسطين باسم «ثلاثون فصلا في الحكمة» أو ما يشبه ذلك، ثم اختصر الاسم بعد ذلك على ما يظهر إلى عنوان بسيط أطلق عليها وهو «الثلاثون».

وعلى ذلك تعطينا تلك الترجمة الحقيقية التي وصلنا إليها عن طريق اقتراح العالم «جرم» وبدون أي تغيير في أصل المتن العبراني الموازنة التالية:

Shafi da ba'a sani ba