262

Asubin Lamiri

فجر الضمير

Nau'ikan

وفيما قبل سنة 2000ق.م كان حكماء الاجتماع المصريون قد وازنوا بين الغنى والأخلاق، وفضلوا، بصراحة، الأخلاق على الغنى، واعترفوا تمام الاعتراف بتفاهة الثراء المادي، وأنه لا يجدي شيئا وبخاصة في عالم الآخرة. وقد وفى المفكرون الاجتماعيون البحث في حماقة الاتكال على الغنى في نواح كثيرة مختلفة، ونجد في المواضع الكثيرة التي تناولت فيها الأمثال العبرانية هذا الموضوع ما يدل على أنها كانت واقعة بالبداهة تحت تأثير أقوال الحكماء المصريين القدماء. وقد تكون الموازنة الآتية إيضاحا آخر لذلك:

أمينموبي المصري

سفر الأمثال العبراني

الفقر في يد الله خير من الغنى في الهري (المخزن). (16) القليل مع مخافة الرب (يهوه) خير من كنز عظيم مع هم.

وأرغفة (تحصل عليها) بقلب فرح خير من ثروة (تحصل عليها) في تعاسة. (17) أكلة من البقول حيث تكون المحبة خير من ثور معلوف ومعه بغضة. (أمينموبي 9: 5-8) (سفر الأمثال 15: 16-17)

والمثال الآتي في نفس الموضوع أيضا:

أمينموبي المصري

سفر الأمثال العبراني

والثناء على الإنسان كشخص محبوب عند الناس، خير من الغنى في الهري (المخزن). (1) لقمة يابسة ومعها سلامة خير من بيت ملآن ذبائح مع خصام. (أمينموبي 16: 11-12) (سفر الأمثال 17: 1)

على أن تاريخ العبرانيين فيما يلي هذا العصر لا يترك مجالا للشك في أنهم كانوا لا يكترثون بالقوة المالية، أو النجاح في الأعمال، فضلا عن أن المصنف لسفر الأمثال في «العهد القديم» لم يتجاهل الحكمة المصرية القديمة التي من هذا القبيل كما سيأتي ذكره، وربما لاحظ الباحث أن تلك التحذيرات التي جاءت في سفر الأمثال بشأن الغنى والترف ليست مستقاة من «كلام الحكماء» في التوراة («الأمثال» 22: 17، 24: 22).

Shafi da ba'a sani ba