ولكن المحاكمة التي تظهر فيها تلك الموازين صارت - وقتئذ - أوزيرية الصبغة، حيث كانت الموازين في يد الإله الجنازي القديم «أنوبيس» الممثل برأس ابن آوى، ويقف خلفه «تحوت» كاتب الآلهة ليشرف على الميزان، وفي يده القلم والقرطاس حتى يسجل النتيجة. وخلف «تحوت» يقعي حيوان بشع الهيئة يسمى «الملتهمة»، له رأس التمساح وصدر الأسد ومؤخرة فرس البحر، ويكون متحفزا لالتهام الروح إذا وجدت ظالمة. وقد صور بجوار الميزان بدقة موحية صورة القدر وفي رفقته الإلهتان «رننوث» و«مسخنت»، وهما إلهتا الولادة، على أهبة التأمل والتدبر في مصير تلك الروح التي أشرفتا عليهما حينما جاءت إلى هذا العالم قبل ذلك. ويجلس خلف الآلهة المتربعين فوق عروشهم إلها الأمر والعقل.
على أننا كثيرا ما نجد في لفائف بردية أخرى - في هذا الموضوع - إلهة العدل بنت «رع» قائمة عند مدخل قاعة المحاكمة، لتقود إلى قاعة المحاسبة الروح التي جاءت حديثا.
وفي بردية «آني» يدخل «آني» وزوجه القاعة التي يقرر فيها المصير مطأطئ الرأس بهيئة تدل على الخضوع، ويطالب «أنوبيس» في الحال بقلب «آني». والإشارة الهيروغليفية التي تدل على القلب - وهي التي تمثل هنا قلب «آني» - تشبه كثيرا الإناء الصغير، ومن ثم نرى هذه الإشارة القلبية موضوعة في إحدى كفتي الميزان، كما نرى في الكفة الأخرى ريشة، وهي الرمز الهيروغليفي الدال على الصدق أو العدالة أو الحق (يعني ماعت). ويخاطب «آني» قلبه في هذه اللحظة الحرجة قائلا:
يا قلبي الذي أتيت من أمي
يا قلبي الخاص بكياني
لا تقفن شاهدا ضدي
ولا تعارضني في المجلس (يعني محكمة العدل)
ولا تكونن حربا علي أمام رب الموازين
ولا تدعن اسمي يصير منتن الرائحة في المحكمة
ولا تقولن ضدي زورا في حضرة الإله.
Shafi da ba'a sani ba