222

Fahimtar Fahimta

فهم الفهم: مدخل إلى الهرمنيوطيقا: نظرية التأويل من أفلاطون إلى جادامر

Nau'ikan

حسنا يا أيون، وماذا ترانا نقول في شخص في تقريب أو احتفال، مرتديا بزة المهرجان ومكللا رأسه بتيجان ذهبية لم يخلعها عنه أحد، عندما يبدو متصدعا هلعا في حضور أكثر من عشرين ألف وجه ودود، دون أن يتعرض له أحد أو يمسه بأذى، أيكون هذا الشخص برشده وصوابه؟

أيون :

بالطبع لا يا سقراط، أؤكد لك أنه ليس في رشده أو صوابه.

سقراط :

أوتدري أنك تمارس تأثيرا شبيها بذلك على معظم المتفرجين؟

أيون :

كل الدراية، فأنا أرمقهم من فوق المنصة وأشاهد مختلف انفعالات الشفقة والتعجب والصرامة مرتسمة على محياهم عندما أتحدث، وإن علي أن أوليهم كل انتباهي؛ ذلك لأني إذا جعلتهم يبكون فأنا نفسي سوف أضحك في النهاية، وإذا جعلتهم يضحكون فسوف أبكي، عندما يحين وقت المكافأة.

سقراط :

أتعرف أن المشاهد هو آخر الحلقات التي تتلقى تأثير المغناطيس الأصلي بعضها من بعض على حد قولي؟ أما رواية الملاحم، مثلك، والممثل، فهما من الحلقات الوسطى، وأما الشاعر نفسه فهو أولى الحلقات، خلال هذه كلها يهز الله أرواح الناس في أي جهة يشاء ويجعل الواحد منهم يتدلى من الآخر. هناك إذن سلسلة ضخمة من الراقصين والأساتذة ومن دونهم من الجوقة، المتدلين كأن من الحجر، على جانب الحلقات التي تتدلى من إلهة الشعر، ولكل شاعر إلهة شعر معينة يتدلى منها ويقال: إنه ممسوس بها، وهو نفس الشيء تقريبا الذي أقوله، لأنه ممسوك بها، ومن هذه الحلقات الأولى، أي الشعراء، يتعلق آخرون، بعضهم يستمد إلهامه من أورفيوس، وبعضهم من ميوسايوس، لكن الغالبية العظمى تمس وتمسك بهومر، أنت يا أيون واحد من هؤلاء، وأنت ممسوس بهومر، وعندما يردد أحد كلمات شاعر آخر تخلد إلى النوم ولا يكون لديك ما تقوله، فإذا تلا أحد ترنيمة لهومر نهضت من فورك وقفزت روحك بداخلك وامتلأت بما يقال، فليس بالفن أو بالمعرفة عن هومر تقول ما تقوله، بل بإلهام إلهي ومس، تماما مثلما يتمتع المستمعون الكوريبانتيون برهافة بتلك النغمة المقيضة للإله الذي هم ممسوسون به ولديهم الكثير من الرقصات والكلمات لذلك دون غيره، وأنت يا أيون عندما يذكر اسم هومر يكون لديك الكثير لتقوله، ولا شيء لديك لتقوله عن بقية الشعراء، وأنت تسأل: «لم هذا؟» والجواب أنك تمجد هومر لا بالفن بل بإلهام إلهي.

أيون :

Shafi da ba'a sani ba