أخبرني عل بن محمد قال حدثني بن الحسين بن شداد قال ولأني القسم خلافة أحمد بن ميمون بنيسابور فنزلتُ في بعض منازلها فوجدت في جواري جنديًا من أصحابه يعرف بنسيم كان يرسم تنظيف غلامه وإذا كلب له يخرج بخروجه ويدخل بدخوله وإذا جلس على بابه قربه وغطاه بدواج كان عليه فسألت الراسبي عن محل الغلام وكيف يقنع الأمير منه بدخول الكلب عليه ويرضى منه بذلك وليس بكلب صيد قال أبو الوليد سَلْه عن حديثه فإنّه يخبرك بشأنه فأحضرتُ الغلام وسألته عن السبب الذي استحقّ به هذه المنزلة منه فقال هذا خلصنب بعد الله ﷿ من أمرٍ عظيم فاستبشعتُ هذا القول منه وأنكرتُه عليه فقال لي اسمع حديثه فإنك تعذرني كان يصحبني رجل من أهل البصرة يقال له محمد بن بكر لا يفارقني يؤاكلني ويعاشرني علي النبيذ وغيره منذ سنين فخرجنا أهل الدينور فلما رجعنا وقربنا من منزلنا كان في وسطي هميان فيه جملة دنانير ومعي متاع كثير أخذته من الغنيمة قد وقف عليه بأسره فنزلنا إلى مواضع فأكلنا وشربنا فلّما عمل الشراب عمد إلي فشدّ يديّ إلى رِجليَّ وأوثقني كِتافًا ورمى بي في واد وأخذ كلّ ما معي وتركني ومضى وآيستُ مِن الحياة وقعد هذا الكلب
1 / 50