باب قول الله تعالى: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ﴾
قول الله تعالى: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْأِنْجِيلُ إِلاَّ مِنْ بَعْدِهِ﴾ ١ - إلى قوله -: ﴿وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِين﴾ ٢. وقوله: ﴿وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ﴾ ٣. وفيه حديث الخوارج وقد تقدم، وفيه٤، أنه ﷺ قال: "إن آل أبي فلان ليسوا لي بأولياء، إنما أوليائي المتقون" ٥ وفيه أيضا عن أنس: "أن رسول الله ﷺ ذكر له أن بعض الصحابة قال: أما أنا فلا آكل اللحم، وقال الآخر: أما أنا فأقوم ولا أنام وقال الآخر; أما أنا فلا أتزوج النساء. وقال الآخر: أما أنا فأصوم ولا أفطر فقال ﷺ: لكنني أقوم وأنام وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، وآكل اللحم فمن رغب عن سنتي فليس مني" فتأمل إذا كان بعض الصحابة أراد التبتل للعبادة قيل فيه هذا الكلام الغليظ وسمي فعله رغوبا عن السنة، فما ظنك بغير هذا من البدع، وما ظنك بغير الصحابة؟
_________
١ سورة آل عمران آية: ٦٥.
٢ سورة البقرة آية: ١٣٥.
٣ سورة البقرة آية: ١٣٠.
٤ زيدت "الواو" ليستقيم المعنى.
٥ مسند أحمد (٤/٢٠٣) .
1 / 218