وأما تعييرهم إياهم بخبيث المطعم كالعلهز والحيات وخبيث المشرب كالفظ والمجدوح فإن هذا وأشباهه طعام المجاوع والضرورات وطعام نازلة القفر والفلوات وقال الشاعر [طويل]
إذا السنة الشهباء حل حرامها ~
يريد أنهم يأكلون فيها الميتة وقال الراعي [طويل]
إلى ضوء نار يشتوي القد أهلها
وقد يكرم الأضياف والقد يشتوى
وإنما كان يكون هذا عيبا لو كانت العرب مختارة له في حالة اليسر كما تختار بعض العجم الذباب وبهم عنه غنى والسراطين والدجاج لهم معرضة فأما حال الضرورة فالناس كلهم يعسرون فمن لم يجد اللحم أكل اليربوع والضب ومن لم يجد الماء شرب المجدوح والفظ قال الأصمعي أغير على إبل حريثة فذهب فركب بحيرة فقيل أتركب الحرام؟ فقال يركب الحرام من لا حلال له وقال الشاعر [رجز]
يا ليت لي نعلين من جلد الضبع
كل الحذاء يحتذي الحافي الوقع
[1.9.7]
ومما يدلك على أن أهل الثروة منهم على خلاف ما عليه الصعاليك والعثر قول الشاعر [وافر]
فما لحم الغراب لنا بزاد
ولا سرطان أنهار البريص
فانتفى من أكل لحوم الغربان وعير بها قوما وقال آخر لامرأته [طويل]
Shafi da ba'a sani ba