ببدن نجس (قال) الواقدي فعند ذلك وقف عبد المطلب على باب بيت الله الحرام والنبي صلى الله عليه وآله على ساعده وأنشأ يقول:
الحمد لله الذي أعطاني * هذا الغلام الطيب الأردان قد ساد في المهد على الغلمان * أعيذه بالبيت ذي الأركان حتى أراه مبلغ الفتيان * أعيذه من كل ذي شنان حتى يكون بلغة الغشيان * من حاسد ذي ناظر معيان (قال) الواقدي وخرج عبد المطلب مفتكرا مما سمع ورد محمد صلى الله عليه وآله إلى أمه وقد وقعت الدمدمة بين قريش وبني هاشم بسبب محمد صلى الله عليه وآله.
(قال الواقدي) فلما كان اليوم الثالث اشترى عبد المطلب مهدا من خيزران أسود مشبكات من عاج مرصع بالذهب الأحمر وله بكرتان من فضة بيضاء ولونه من جزع اصفر وغشاه بجلال ديباج أبيض مكوكب بالذهب وبعث إليها من الدر واللؤلؤ الكبار الذي تلعب به الصبيان في المهد وبعث بألوان الفرش وكان النبي صلى الله عليه وآله إذا انتبه من نومه يسبح الله تعالى بتلك الخرز.
(قال الواقدي) فلما كان اليوم الرابع جاء سواد بن قارب إلى عبد المطلب وكان عبد المطلب قاعدا على باب بيت الله الحرام وقد حف به قريش وبنو هاشم فدنا سواد بن قارب وقال يا أبا الحارث اعلم اني قد سمعت انه ولد لعبد الله ذكر وانهم يقولون فيه عجائب فأريد ان انظر إلى وجهه هنيئة وكان سواد بن قارب رجلا إذا تكلم سمع وكان رجلا صدوقا فقام عبد المطلب وسواد بن قارب وجاء إلى دار آمنة (رض ودخلا جميعا والنبي صلى الله عليه وآله كان نائما فلما دخلا القبة قال عبد المطلب اسكت يا سواد حتى ينتبه من نومه فسكت فدخلا قليلا قليلا حتى دخلا القبة ونظرا إلى وجه النبي صلى الله عليه وآله وهو في مهده نائم وعليه هيبة الأنبياء فلما كشف الغطاء عنه برق وجهه برقا شق السقف بنوره والتزق في عنان السماء فالقى عبد المطلب
Shafi 23